هناك نجومٌ يولدون من بين الكاميرات، ونجومٌ تولد الكاميرات من أجلهم…
وحسين فهمي من الفئة الثانية. فنانٌ لا يُشبه أحدًا، جمع بين الذكاء والجمال، بين الكاريزما والحضور، حتى صار اسمه مرادفًا للأناقة والرقيّ في تاريخ السينما العربية.
منذ خطواته الأولى على الشاشة، أدرك أنّ الفن ليس استعراضًا بل مسؤولية. درس الإخراج وصنع من معرفته أداةً ترفع الأداء إلى مستوى الوعي. وحين وقف أمام الكاميرا، لم يكن يؤدي… بل كان يعيش، يتنفس، ويترك في كلّ مشهدٍ أثرًا لا يزول.
في أفلامٍ كثيرة شكّلت ذاكرة السينما المصرية، قدّم وجوهًا مختلفة للرجل العربي: العاشق الحالم، المثقّف الهادئ، الثائر حينًا، والحكيم حينًا آخر.
وفي كلّ مرّة، كان يُثبت أنّ الموهبة حين تلتقي بالثقافة تصنع نجومية لا تتكرّر.
ما يميّز حسين فهمي ليس وسامته فحسب، بل ذلك الاتزان النادر بين البساطة والرقيّ.
يختار أدواره بعنايةٍ تشبه ذوقه، ويتعامل مع الكاميرا كما يتعامل مع الحياة — بصدقٍ، واحترام، وهدوءٍ جميل لا يعرف الادّعاء.
ورغم مرور السنوات، لم يخفت حضوره، بل ازداد نضجًا ودفئًا، كما يزداد الضوء صفاءً حين يمرّ عبر الزمن.
خارج الشاشة، عُرف حسين فهمي بثقافته الواسعة، واهتمامه بالفن كرسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة.
استخدم نجوميّته في خدمة قضايا المجتمع، فكان صوتًا راقيًا في زمنٍ يعلو فيه الضجيج، وسفيرًا للجمال والفكر أينما حلّ.
اليوم، ما زال حسين فهمي يحتفظ بتلك الهالة التي لا تزول.
في حضوره وقارٌ لا يُصطنع، وفي صوته عمقٌ لا يُتكلّف، وفي نظرته حكايةُ نجمٍ عاش كلّ لحظةٍ من تاريخه بشغفٍ واحترامٍ للفنّ وللجمهور.
إنّه البرنس الذي لا يشيخ…
نجمٌ من جيلٍ يصنع الفنّ كما تُصنع الأساطير — بالصدق، والعقل، والجمال.














0 تعليق