مع بدء الاحتفالات بمولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، تتجه الأنظار إلى سيرة واحد من أبرز الأولياء الصالحين في مصر والعالم الإسلامي، الذي حظي بمكانة روحية كبيرة لدى الصوفية والمريدين على مدى قرون.
- تاريخ سيدي إبراهيم الدسوقي
ولد الإمام إبراهيم الدسوقي في القرن السادس الهجري، وعُرف بورعه وتقواه وعلمه الغزير في علوم الدين والقرآن الكريم، واشتُهر بحسن خلقه ومساعدته للفقراء والمحتاجين، حتى أصبح قبلة للعباد والمريدين من مختلف أنحاء مصر، إذ يعتبر المذهب الصوفي الدسوقي أحد أبرز التيارات الصوفية التي حافظت على تعاليمه الروحية، والتي تجمع بين الزهد، والتأمل، وخدمة الناس، ونشر القيم الأخلاقية.
وعاش الدسوقي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وهي المدينة التي سُميت باسمه بعد وفاته، حيث أقيمت له زاوية ومدرسة علمية تخدم طلبة العلم وتستقبل الزائرين من كل حدب وصوب، إذ يمثل ضريحه اليوم مزارًا دينيًا وروحيًا هامًا يجتذب آلاف المريدين سنويًا، لا سيما خلال أيام مولده في شهر أكتوبر، والتي تتحول فيها المدينة إلى مركز روحي يعكس التراث الصوفي العريق للمنطقة.
ويحتفل الزائرون خلال هذه الأيام بالمولد من خلال الاحتفالات الدينية والإنشاد الصوفي والندوات الروحية، إضافة إلى إحياء السنن التقليدية التي توارثها أهل المدينة، مع الإلتزام بطابع روحاني يعكس القيم الصوفية التي دعا إليها الإمام.
كما أن الاحتفال بالمولد له بعد اقتصادي واجتماعي مهم، إذ يشهد النشاط التجاري والسياحي ارتفاعًا ملحوظًا، ما ينعكس على حياة السكان المحليين ويعزز دور دسوق كمركز حضاري وروحي في دلتا مصر.
ويعتبر مولد الإمام إبراهيم الدسوقي فرصة لتذكّر دوره في نشر القيم الروحية والأخلاقية، بالإضافة إلى إبراز التاريخ الصوفي العريق للمدينة، حيث تجمع هذه المناسبة بين الأبعاد الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ما يجعلها حدثًا بارزًا في محافظة كفر الشيخ وعلى مستوى الصعيد المصري.
ويبقى الإمام العارف بالله إبراهيم الدسوقي رمزًا للزهد والتقوى والخير، ومصدر إلهام للمريدين والزائرين، الذين يأتون من جميع المحافظات وحتى من خارج مصر لتجديد الصلة بالتراث الصوفي العريق، والاحتفال بواحد من أعظم الأولياء الصالحين في تاريخ مصر الإسلامي.


















0 تعليق