قرأت الكاتبة الصحفية والقاصة هايدي فاروق قصتها، والتي جاءت بعنوان "لن أبكيك يا أمي "، قصته، جاء ذلك فعاليات ندوة "منتدي أوراق”، الذي تقيمة جريدة حرف الثقافية بمؤسسة الدستور، تحت عنوان "أمسية قصصية "، ويديرها الناقد د.يسري عبد الله.
يشارك في الندوة الكاتب القاص والروائي مصطفي سليمان، الكاتب الروائي والسينارسيت محمد رفيع، الكاتبة القاصة هايدي فاروق، الكاتب الروائي طارق محرم.
من "لن ابكيك يا أمي " لهايدي فاروق:
إليكِ أمدّ يدي لتتكئي عليها، تصعدين درجةً واحدة من السّلم المؤدي إلى باب المستشفى... ثم تنهارين!
تدمع عيناكِ، تشعرين بالخذلان، جسدكِ تقوّس، حجمكِ انكمش، ضفيرتكِ، التي كانت تصل إلى منتصف ظهركِ؛ لم يتبقَّ منها سوى شعيرات رمادية، تتسلل من أسفل طرحتكِ السوداء الخفيفة.
تعتذرين لي بصوتٍ متهدّج وأنفاسٍ مقطوعة لأنني اضطررتُ لمرافقتكِ يوم عيد ميلادي... ولا تنفكّين تذكّرينني أنني قصّرتُ في إنجاب ابنة تُفرحين بها، وأن الأوان قد فات، وقد بلغتُ الخامسة والأربعين!
لم يغبْ عنكِ يومًا تعداد سنوات عمري التي ضاعت، كما لم يغب عني يومٌ واحد منها... ذاك اليوم تحديدًا، حين أيقظتِني مبكرًا على غير العادة...
كنتُ لا أزال في فراشي، وطعم النوم يشقُّ حلقي، حين تفاجأتُ به ملتصقًا بسريري.
وقعت عيناي على حقيبته المعدنية الصغيرة، كان يخرج منها قطعًا من القطن وبعض الأدوات المعدنية، بِنظارته المُقعّرة؛ يُقرّب الأشياء من ناظريه ليتأكد من حدّتها...
صرختُ...
كنتُ أعلم ما تُخططين له... لم تُحافظي يومًا على سرّ!
منذ نهدَ صدري، وتمرّد على قيود ثيابي، وأنتِ تُخططين لذلك اليوم...
تسألين من حولكِ من الجيران والأقارب عن رأيهم في نواياكِ؛ مجرد ثرثرة، فقراركِ كان مبيّتًا بليل، منذ صرختي الأولى.
حاولوا إثناءكِ عن فعلتكِ...
قالوا لكِ:
ـ لا داعي.. سيُحاسبكِ ربكِ.. هذه عادة قديمة!
طلبوا منكِ التراجع، الاستغفار...
شيطانٌ متوحش بداخلكِ أصمّ أذنيكِ؛ فمضيتِ بي إلى هاوية بلا شفقة.
0 تعليق