أكدت صحيفة "يني شفق" التركية، أن العاصمة البلجيكية بروكسل والتي تعتبر مقر الاتحاد الأوروبي شهدت انعقاد أول قمة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، في خطوة وصفت بأنها بداية مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين الجانبين، تزامنًا مع إشادة أوروبية واسعة بالدور المصري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

تعزيز التعاون وإشادة أوروبية واسعة بدور مصر في وقف حرب غزة

وفي هذا السياق، أكد قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس عبد الفتاح السيسي التزامهم بتوسيع مجالات التعاون المشترك، بما يشمل قضايا التنمية، والاستثمار، والطاقة، والهجرة، والأمن الإقليمي.

وخلال القمة، أعلن المسؤولون الأوروبيون عن حزمة مالية ضخمة بقيمة 5 مليارات يورو لدعم الاقتصاد المصري والمشروعات المشتركة، إلى جانب برامج لإعادة إعمار قطاع غزة وإدارة ملف الهجرة غير النظامية في المنطقة.

وصف رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا القمة بأنها محطة مفصلية في مسار العلاقات الأوروبية المصرية، مشيدًا بالدور المحوري الذي قامت به القاهرة في تثبيت الاستقرار الإقليمي وتسهيل التفاهمات بين الأطراف المتنازعة في غزة.

وأكد كوستا أن جهود الوساطة التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي كانت حاسمة في إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعاد الأمل للمواطنين الفلسطينيين بعد شهور من التصعيد والمعاناة الإنسانية.

من جانبها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تخصيص حزمة دعم مالي بقيمة 5 مليارات يورو ضمن برنامج المساعدات الكلية لمصر، مشيرة إلى أن القاهرة ستنضم أيضًا إلى برنامج الأبحاث الأوروبي "هورايزون يوروب"، ما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون العلمي والتكنولوجي بين الجانبين.

كما كشفت فون دير لاين عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتأسيس مجموعة مانحين خاصة بدعم فلسطين، مؤكدة التزام بروكسل بضمان استمرار الهدنة وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة.

وخلال كلمته، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن مصر نجحت في ضبط مسارات الهجرة غير النظامية بشكل كامل، موضحًا أنه لم تنطلق أي قوارب مهاجرين من السواحل المصرية منذ سبتمبر 2016، رغم استضافة البلاد لأكثر من 9.5 ملايين أجنبي يتمتعون بمعاملة مماثلة للمواطنين المصريين.

كما دعا السيسي الدول الأوروبية إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمرات الدولية المقبلة الخاصة بإعادة إعمار غزة ودعم جهود التعافي المبكر في القطاع.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القمة هي الأولى من نوعها بين الاتحاد الأوروبي وأحد شركائه في جنوب البحر المتوسط، ما يعكس عمق العلاقات بين الطرفين وحرصهما على الارتقاء بالتعاون إلى مستوى استراتيجي شامل.

وأكد البيان الختامي للقمة أن الجانبين يتقاسمان رؤى موحدة حول أهمية استقرار المنطقة وأمنها وازدهارها، مع الالتزام بتوسيع الشراكة لتشمل مجالات الاقتصاد والطاقة والبحث العلمي والأمن الإقليمي.