أكد الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن تصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون ضم الضفة الغربية يمثل تحولًا خطيرًا في السياسات الإسرائيلية ويكشف عن نوايا الحكومة بفرض واقع استيطاني دائم يقوض أي فرصة لتحقيق السلام أو تطبيق حل الدولتين.
مشروع القانون يحال الى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع
وأوضح أبو عطيوي في تصريح خاص لـ الدستور أن مشروع القانون الذي مرّ في القراءة التمهيدية داخل الكنيست بتأييد 25 عضوًا مقابل 24 معارضًا، سيُحال إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع لمزيد من المداولات قبل المرور بثلاث قراءات أخرى ليصبح قانونًا نافذًا، مؤكدًا أن ذلك التطور يعكس توجهًا واضحًا نحو شرعنة الضم الكامل للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى ما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل بأن أعضاء حزب الليكود امتنعوا عن التصويت باستثناء النائب يولي إدلشتاين الذي دعم المشروع، وهو ما ساهم بترجيح كفة التصويت بالموافقة، معتبرًا أن هذه الخطوة تأتي في وقت بالغ الحساسية، تزامنًا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس لإسرائيل لبحث تثبيت اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة وتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ولفت أبو عطيوي إلى أن الضم الرسمي للضفة الغربية يعني القضاء الكامل على إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو ما يتعارض بوضوح مع قرارات الشرعية الدولية، مذكرًا بتحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 26 سبتمبر الماضي لإسرائيل من المضي في هذه الخطوة، حين قال بوضوح: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية".
ترسيم ما يعرف بـ “الخط الأصفر”
وفي سياق متصل، كشف أبو عطيوي أن الجيش الإسرائيلي بدأ فعليًا عملية ترسيم ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" داخل قطاع غزة بناء على تعليمات وزير الجيش يسرائيل كاتس، موضحًا أن هذا الخط يشمل أكثر من 53% من مساحة القطاع، معظمها في مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية، في خطوة تهدف إلى فرض تقسيم ميداني جديد يخدم الأهداف الأمنية الإسرائيلية.
وبين أن الخطة الإسرائيلية لإعادة الإعمار تشترط تنفيذ مشاريع البناء فقط داخل حدود السيطرة الإسرائيلية الحالية في القطاع، خصوصًا في مدينة رفح كنموذج تجريبي، وهو ما يعكس تمسك تل أبيب بشرطها الأساسي القاضي بعدم السماح بإعادة الإعمار الكامل قبل نزع سلاح حركة حماس.
وأكد أبو عطيوي أن هذا الشرط يمثل عقبة جوهرية أمام أي أفق سياسي أو اقتصادي في غزة، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي أصبح يتبنى الرؤية الإسرائيلية بشأن نزع السلاح، مما يتطلب من القيادة الفلسطينية بلورة موقف وطني موحد ورؤية واقعية تتجاوز الأساليب التقليدية، لتفويت الفرصة على حكومة الاحتلال التي يسعى رئيسها بنيامين نتنياهو من خلالها إلى إفشال اتفاق شرم الشيخ والعودة إلى مربع الحرب، مشيرًا الى أن وزير الخارجية الأمريكية "ماركو روبيو" حذر من أن تحرك الكنيست باتجاه ضم الضفة الغربية من شأنه أن يهدد خطة ترامب لإنهاء وقف الحرب على غزة.
حيث قال "روبيو" قبيل توجهه إلى إسرائيل التي يزورها اليوم الخميس: "أعتقد أنّ الرئيس ترامب أكد أن هذا ليس أمرًا يمكننا دعمه في الوقت الحالي"، في توضيح له إلى أن إقرار أي من النصوص المطروحة أمام الكنيست "من شأنه أن يهدد وقف إطلاق النار في قطاع غزة وأن يؤدي إلى نتائج عكسية".\
وختم أبو عطيوي تصريحه بالتأكيد على أن مواجهة هذه المخططات تتطلب وحدة فلسطينية حقيقية وإستراتيجية وطنية شاملة، توازن بين التمسك بالحقوق السياسية الثابتة والسعي إلى إنقاذ غزة من الموت وإعادتها إلى مسار الحياة من جديد.
0 تعليق