يُعد الكوليسترول أحد العناصر الحيوية في جسم الإنسان، إذ يلعب دورًا مهمًا في بناء الخلايا وإنتاج الهرمونات. غير أن ارتفاع مستوياته في الدم يُعدّ من أبرز العوامل المسببة لأمراض القلب والشرايين.
ويتم احتساب المستوى الكلي لكوليسترول الدم من خلال قياس نسب جميع مكوناته، وهي:
الكوليسترول السيء (البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL)،
الكوليسترول الجيد (البروتين الدهني عالي الكثافة HDL)،
الدهون الثلاثية (البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا VLDL).
ولا يمكن تفسير نتائج التحليل بدقة دون معرفة مستويات هذه المكونات الثلاثة، إذ يُعد كل منها مؤشرًا مهمًا لصحة القلب والدورة الدموية.
أولاً: أنواع كوليسترول الدم
1. الكوليسترول السيء (LDL)
يُعرف الكوليسترول السيء بدوره في تكوين الترسبات الدهنية داخل جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضيقها ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
مستويات الكوليسترول السيء وتفسيرها:
مستوى مثالي: أقل من 2.6 مليمول/لتر (100 ملغ/ديسيلتر).
مستوى شبه مثالي إلى مرتفع قليلاً: بين 2.6 – 3.3 مليمول/لتر (100 – 129 ملغ/ديسيلتر).
مستوى حدي مرتفع: بين 3.4 – 4.1 مليمول/لتر (130 – 159 ملغ/ديسيلتر).
مرتفع: بين 4.14 – 4.9 مليمول/لتر (160 – 189 ملغ/ديسيلتر).
مرتفع جدًا: 4.92 مليمول/لتر (190 ملغ/ديسيلتر) أو أكثر.
الأهداف العلاجية:
لمرضى القلب والأوعية الدموية: يجب أن يكون أقل من 1.8 مليمول/لتر (70 ملغ/ديسيلتر).
للأفراد المعرضين بدرجة كبيرة للإصابة (مثل مرضى السكري): يُستحسن أن يكون أقل من 2.6 مليمول/لتر (100 ملغ/ديسيلتر).
2. الكوليسترول الجيد (HDL)
يُعرف الكوليسترول الجيد بأنه الدرع الواقي للقلب، إذ يعمل على إزالة الكوليسترول السيء من مجرى الدم ونقله إلى الكبد ليتم التخلص منه.
مستويات الكوليسترول الجيد:
منخفض (عامل خطر): أقل من 1 مليمول/لتر (40 ملغ/ديسيلتر).
مرتفع ومفيد: 1.6 مليمول/لتر (60 ملغ/ديسيلتر) أو أكثر، وهو مستوى يحمي من أمراض القلب.
3. الدهون الثلاثية (Triglycerides)
تُعد الدهون الثلاثية الشكل الأكثر شيوعًا للدهون في الجسم وفي الطعام، وتحملها البروتينات الدهنية من نوع VLDL والكيلومكرونات عبر الدم.
تنتج الدهون الثلاثية من الدهون الغذائية والكربوهيدرات الزائدة، ويُعد ارتفاعها من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض الشرايين التاجية.
مستويات الدهون الثلاثية:
طبيعية: أقل من 1.7 مليمول/لتر (150 ملغ/ديسيلتر).
عند الحد الأعلى للمستوى الطبيعي: 1.7 – 2.25 مليمول/لتر (150 – 199 ملغ/ديسيلتر).
مرتفعة: 2.26 – 5.64 مليمول/لتر (200 – 499 ملغ/ديسيلتر).
مرتفعة جدًا: 5.65 مليمول/لتر (500 ملغ/ديسيلتر) أو أكثر.
ويُنصح بإجراء تحليل الدهون بعد الصيام طوال الليل، لأن تناول الطعام أو المشروبات الكحولية قد يؤثر في دقة النتائج.
ثانياً: من هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى فحص الكوليسترول؟
يُوصَى بإجراء تحليل كوليسترول الدم لكل شخص تجاوز عمر العشرين عامًا مرة واحدة على الأقل كل خمس سنوات.
يشمل الفحص ما يلي:
الكوليسترول الكلي
الكوليسترول الجيد (HDL)
الدهون الثلاثية (Triglycerides)
أما الكوليسترول السيء (LDL) فيُحتسب بناءً على القيم الثلاث السابقة.
ثالثاً: العوامل المؤثرة في مستويات كوليسترول الدم
1. نوعية الغذاء
النظام الغذائي يلعب الدور الأكبر في تحديد مستويات الكوليسترول.
الدهون المشبعة والمتحولة ترفع الكوليسترول السيء.
الأطعمة النباتية الغنية بالألياف تساعد في خفض مستوياته.
ينبغي تقليل تناول اللحوم الدهنية، الزبدة، والمقليات، والحرص على تناول الأسماك، المكسرات، وزيت الزيتون.
2. وزن الجسم
زيادة الوزن والسمنة ترفع من الدهون الثلاثية وتقلل الكوليسترول الجيد.
إنقاص الوزن ولو بنسبة بسيطة يُحدث فرقًا ملموسًا في توازن الدهون في الدم، ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
3. النشاط البدني
ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لمدة 30 دقيقة يوميًا لمعظم أيام الأسبوع تساهم في خفض الكوليسترول السيء ورفع الكوليسترول الجيد، وتحافظ على مرونة الأوعية الدموية.
4. العمر والجنس
مع التقدم في العمر ترتفع مستويات الكوليسترول طبيعيًا.
النساء قبل انقطاع الطمث يمتلكن مستويات أقل من الرجال في نفس الفئة العمرية، لكن بعد انقطاع الطمث ترتفع مستويات الكوليسترول السيء لديهن.
5. العامل الوراثي
تلعب الوراثة دورًا محوريًا في تحديد نسب الكوليسترول.
فقد يُصاب بعض الأفراد بارتفاع الكوليسترول الوراثي حتى مع اتباع نظام غذائي صحي، مما يستدعي المتابعة الطبية والعلاج الدوائي المستمر.
رابعاً: نصائح للحفاظ على توازن كوليسترول الدم
اتباع نظام غذائي صحي متوازن غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
تجنب التدخين والكحول لما لهما من تأثير سلبي على الكوليسترول الجيد.
الحفاظ على الوزن المثالي ومراقبة ضغط الدم وسكر الدم بانتظام.
إجراء التحاليل الدورية لمستوى الكوليسترول، خصوصًا في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب.
0 تعليق