يُعد التوتر النفسي والإجهاد من أبرز المشكلات التي تؤثر على صحة الإنسان بشكل عام، خاصة في ظل وتيرة الحياة السريعة والضغوط اليومية التي يعيشها الكثيرون، وغالبًا ما يربط الناس بين الحالة النفسية وبين انخفاض كرات الدم الحمراء أو البيضاء، ظنًا منهم أن التوتر وحده قد يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا أو ضعف المناعة.، لكن ما مدى صحة ذلك من الناحية الطبية؟
لا علاقة مباشرة بين التوتر وانخفاض كرات الدم
أوضح الدكتور محمد فطين، أستاذ مساعد واستشاري أمراض الدم، في تصريحاته أن التوتر أو الإجهاد النفسي لا يؤديان بشكل مباشر إلى انخفاض كرات الدم الحمراء أو البيضاء، مشيرًا إلى أن “العلاقة غير صريحة أو مباشرة، فليس هناك دليل علمي يثبت أن القلق وحده يسبب انخفاضًا في عدد كرات الدم”.
وأضاف فطين أن ما يحدث في بعض الحالات هو أن التوتر المزمن أو الاكتئاب قد يؤثر على العادات اليومية للشخص، مثل ضعف الشهية أو إهمال تناول الطعام الصحي، مما يؤدي تدريجيًا إلى نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية، وبالتالي ظهور أعراض الأنيميا أو ضعف المناعة.
التوتر يؤثر بشكل غير مباشر عبر نمط الحياة
وأوضح استشاري أمراض الدم أن التوتر النفسي المزمن قد يسبب اضطرابًا في الهرمونات، وارتفاع مستويات الكورتيزول، مما يؤثر على عملية امتصاص العناصر الغذائية في الجسم.
وأكد أن “من يعاني من ضغط نفسي كبير قد لا يأكل بشكل كافٍ أو يتجنب الطعام تمامًا، فيفقد جسمه الحديد، وفيتامين B12، وحمض الفوليك، وهي العناصر الأساسية لتكوين كرات الدم”.
كما أشار إلى أن قلة النوم الناتجة عن القلق والتوتر تضعف جهاز المناعة، وتؤثر على قدرة الجسم على إنتاج الخلايا السليمة، مؤكدًا أن الحفاظ على نمط حياة صحي هو خط الدفاع الأول ضد أي اضطرابات دموية أو مناعية.
الوقاية تبدأ من التوازن النفسي والتغذية السليمة
وشدد الدكتور محمد فطين على أن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن العلاج الجسدي، موضحًا أن ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الجيد، وتناول وجبات متوازنة تحتوي على الحديد والبروتين والفيتامينات، جميعها عوامل تُساعد على الحفاظ على سلامة كرات الدم.
وأضاف: “القلق لا يُسبب فقر الدم بشكل مباشر، لكنه قد يُمهّد له إذا أهمل المريض التغذية السليمة، لذلك يجب التعامل مع التوتر بوعي، واستشارة الطبيب إذا ظهرت أعراض مثل الإرهاق المستمر أو شحوب البشرة أو تساقط الشعر”.
اضغط هنا لمشاهدة الفيديو
0 تعليق