تحوّل مشهد رحمة إلى لحظة رعب في شوارع 6 أكتوبر، بعدما تعرّضت الصحفية مي محمود، مدير تحرير بأحد المواقع الإخبارية، لاعتداء وحشي أثناء إطعامها كلاب الشارع. الواقعة التي بدأت بإنقاذ كلب جريح انتهت بسحل وضرب وسرقة وترويع، لتفجر غضبًا واسعًا على مواقع التواصل وتعيد النقاش حول ظاهرة العنف ضد الحيوانات ومن يدافع عنها.
بدأت القصة حين نشرت مي محمود، وهي مدير تحرير في موقع إخباري، مقطع فيديو مؤلم عبر صفحتها على فيسبوك، تظهر فيه إصاباتها وتروي ما حدث لحظة الاعتداء عليها أثناء محاولتها إنقاذ أحد الكلاب في الحي الخامس – المجاورة الخامسة بشارع الخزان الرئيسي.
وقالت الصحفية في الفيديو إنها كانت تقدم الطعام للكلاب كعادتها اليومية، قبل أن يفاجئها عدد من الأشخاص بهجوم عنيف، حيث اعتدوا عليها بالضرب المبرح وسحلوها أرضًا، بل أقدم أحدهم على قتل كلب بفأس أمام عينيها.
وأشارت إلى أن المعتدين نزعوا حجابها وسرقوا هاتفها المحمول لحذف الفيديوهات التي وثّقت الواقعة، ثم هددوها بعدم العودة إلى المنطقة أو محاولة إطعام الحيوانات مجددًا.
على الفور، تلقت الأجهزة الأمنية إخطارًا بالواقعة، وبفحص الفيديو المتداول وسماع أقوال المجني عليها، تمكنت قوات الشرطة من تحديد هوية المتهم وضبطه، وتبيّن أنه حارس عقار بنفس المنطقة.
وباشرت نيابة أكتوبر التحقيق مع المتهم في اتهامات تتعلق بالضرب والسحل وإتلاف الممتلكات، بينما طلبت تقريرًا طبيًا بإصابات الصحفية وتحريات المباحث حول باقي المتورطين في الاعتداء.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الواقعة بشكل واسع، معبّرين عن غضبهم من المشهد، ومطالبين بتشديد العقوبة على الجناة، مؤكدين أن “الرحمة بالحيوان لا يجب أن تُقابل بالعنف”.
وتواصل أجهزة الأمن ونيابة أكتوبر تحقيقاتها الموسعة لتحديد هوية باقي المعتدين، بينما ما زالت الصحفية تتلقى العلاج وتؤكد عبر منشوراتها أنها “لن تتراجع عن حقها”.
بداية الواقعة
تعود بداية الواقعة إلى مساء يوم الاثنين الماضي، حين كانت الصحفية مي محمود تمارس نشاطها المعتاد في إطعام كلاب الشارع داخل الحي الخامس بمدينة 6 أكتوبر، قبل أن يتطور الأمر بشكل مفاجئ إلى مشادة كلامية مع عدد من السكان، انتهت باعتداء عنيف عليها.
بحسب شهود العيان، حاولت مي إنقاذ كلب جريح صدمته سيارة، قبل أن يتدخل حارس عقار وعدد من الأهالي بدعوى "إزعاج الكلاب"، ليقوموا بالاعتداء عليها بالضرب والسحل أمام المارة، وسط حالة من الفوضى والصراخ.
أُصيبت الصحفية بجروح وكدمات متفرقة، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما انتشر مقطع فيديو صوّرته بنفسها بعد الحادث يوثّق آثار الاعتداء عليها ويُظهر تمزيق حجابها وسرقة هاتفها المحمول.
الواقعة أثارت غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دشن رواد السوشيال ميديا حملات تضامن مع مي، مطالبين بمحاسبة المتورطين، ومعتبرين الحادث اعتداءً على الإنسانية قبل أن يكون اعتداءً على شخص يدافع عن الرحمة بالحيوان.
0 تعليق