هو أحد أعمدة السينما العربيّة، مخرجٌ لا يُشبه أحدًا، حمل رؤيته بجرأةٍ جعلت منه مدرسة فنية قائمة بذاتها.
ولد في الإسكندريّة وتخرّج من كلية فيكتوريا قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة ليدرس فن الإخراج السينمائي في “معهد باسادينا”.
عاد إلى مصر ليبدأ مسيرته التي ستغيّر وجه السينما العربيّة إلى الأبد.
منذ بداياته في فيلم “بابا أمين”، كان واضحًا أن هذا الشاب يحمل تمرّدًا فنّيًا مختلفًا. ومع فيلم “ابن النيل” لفت الأنظار دوليًا، قبل أن تتوالى أعماله التي مزجت بين الواقعيّة والشعر، بين السياسة والحلم، وبين الإنسان والوطن.
قدّم أفلامًا صارت علامات مثل:
صراع في الوادي الذي قدّم فيه عمر الشريف،
الأرض أحد أعظم أفلام الواقعية في السينما المصريّة،
إسكندرية ليه؟ الذي عُرض في مهرجان برلين،
المصير الذي رفع اسم العرب في مهرجان كان ونال عنه جائزة لجنة التحكيم.
شاهين لم يكن مخرجًا فحسب، بل مفكّرًا بالفيلم، يرى في السينما وسيلة للبوح، وللتساؤل، وللثورة على القوالب.
واجه انتقادات كثيرة بسبب جرأته وقراءاته السياسية والفكرية، لكنه ظلّ وفيًّا لقناعته بأن “الفنّ إن لم يطرح أسئلة فهو لا يساوي شيئًا.”
نال جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان عن مجمل أعماله، ليصبح أوّل مخرج عربي يُكرَّم بهذه المكانة.
ترك إرثًا سينمائيًا لا يُقدّر بثمن، وجيلًا كاملًا من المخرجين الذين تأثّروا بتمرده وإصراره على الحلم.
يوسف شاهين… اسمٌ لا يُمحى، وصوتٌ لا يصمت، وفنٌّ آمن بالإنسان والحرّيّة إلى آخر لقطة.
وكأنّ الكاميرا، حين تلامس يديه، كانت تتحوّل إلى قلبٍ ينبض بالضوء.
0 تعليق