خبير دولى: المتحف الكبير منارة حضارية وثقافية تنطلق من أرض الفراعنة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور عاطف محمد كامل أحمد، سفير النوايا الحسنة عضو اللجنة العلمية والإدارية لاتفاقية «سايتس»، إن المتحف المصرى الكبير يمثل نموذجًا عالميًا رائدًا لتطبيق معايير الاستدامة البيئية والثقافية، ويعكس التزام الدولة برؤية ٢٠٣٠ للتحول نحو مستقبل أخضر ومستدام.

وأوضح الخبير الدولى فى الحياة البرية والمحميات الطبيعية والتنوع البيولوجى بـ«يونسكو»، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة «IUCN»، أن المتحف المصرى الكبير يعد واحدًا من أهم المشروعات القومية التى تجسد التقاء عبقرية الماضى بروح الحاضر واستشراف المستقبل، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على كونه أكبر تجمع للآثار المصرية القديمة، بل يتجاوز ذلك ليصبح رمزًا حضاريًا للتنمية المستدامة على المستويات البيئية والثقافية والاقتصادية.

وأضاف لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس، أن المتحف حصل على شهادة «EDGE Advanced» للبناء الأخضر كأول متحف فى إفريقيا والشرق الأوسط يحقق هذا التصنيف الدولى المرموق، ما يؤكد التزامه الكامل بتطبيق أعلى معايير الاستدامة البيئية فى التصميم والبناء والإدارة، موضحًا أن تصميمه يعتمد على أحدث النظم الهندسية لترشيد استهلاك الطاقة والمياه باستخدام أنظمة ذكية للتحكم فى درجات الحرارة والرطوبة، ما يسهم فى الحفاظ على البيئة الداخلية للقطع الأثرية وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وأشار إلى أن إدارة المتحف تسعى لتحقيق الحياد الكربونى الكامل عبر خفض الانبعاثات، إلى جانب تنفيذ برامج توعية بيئية تستهدف الزوار، خاصة الأطفال والشباب، من خلال أنشطة تعليمية ومواد علمية عن التنوع البيولوجى والمحميات الطبيعية والسياحة البيئية، ما يعزز من ثقافة الوعى البيئى فى المجتمع.

ولفت إلى أن المتحف يولى اهتمامًا خاصًا برصد جودة الهواء ومستويات الضوضاء داخل محيطه؛ لضمان بيئة نقية وصحية تحافظ على القطع الأثرية والعاملين والزوار، ما يجعله نموذجًا يحتذى به فى دمج البعد البيئى ضمن إدارة المؤسسات الثقافية.

وفيما يتعلق بالاستدامة الاجتماعية والثقافية، أكد أن المتحف المصرى الكبير يمثل مشروعًا وطنيًا متكاملًا للحفاظ على التراث الثقافى المصرى الذى يمتد لآلاف السنين، مشيرًا إلى أنه يضم مجموعة ضخمة من القطع الأثرية الفريدة التى تم ترميمها بأحدث الوسائل العلمية، ليقدم تجربة غير مسبوقة فى عرض التاريخ المصرى القديم بأسلوب يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.

وفيما يخص الجانب الاقتصادى، أكد أن المتحف يمثل قاطرة جديدة للتنمية المستدامة من خلال دوره الحيوى فى تنشيط السياحة الثقافية وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم فى زيادة العائدات وتحفيز القطاعات الاقتصادية المرتبطة مثل الفنادق والنقل والخدمات التجارية، فضلًا عن توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب ضمن منظومة تشغيل حديثة تعتمد على مؤشرات أداء وآليات مالية شفافة.

واختتم أن المتحف المصرى الكبير يجسد رؤية الدولة نحو المستقبل، حيث يجمع بين الحفاظ على التراث الإنسانى وحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة؛ ليصبح منارة حضارية وثقافية عالمية تنطلق من أرض مصر إلى العالم، وشاهدًا على قدرة الإنسان المصرى على تحقيق التوازن بين الحضارة والتنمية، وبين الماضى والمستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق