أعلن وزير الخارجية بدر عبد العاطي أن مصر تكبدت خسائر مالية تجاوزت 9 مليارات دولار نتيجة الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر، والتي أثّرت بشكل كبير على حركة الملاحة في قناة السويس.
وأوضح عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي عقده في نيودلهي، الجمعة، أن عدد السفن العابرة للقناة شهد تراجعًا حادًا، قائلاً:
"كنا نستقبل يوميًا ما لا يقل عن 75 سفينة في الاتجاهين، أما الآن فلا يتجاوز العدد 25 إلى 50 سفينة في اليوم".
وأشار الوزير إلى أن هذه الهجمات تسببت في تحويل مسارات مئات السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى تراجع الإيرادات التي تُعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر.
تداعيات اقتصادية واسعة على الموازنة المصرية
تأتي هذه الخسائر في وقت تواجه فيه مصر تحديات مالية وضغوطًا على العملة المحلية، مما يجعل أي انخفاض في إيرادات قناة السويس — التي تدر سنويًا نحو 8 مليارات دولار — عاملاً إضافيًا في تعقيد الوضع الاقتصادي.
ويرى خبراء أن استمرار الهجمات الحوثية قد يدفع القاهرة إلى البحث عن بدائل لتعويض النقص في الإيرادات، سواء عبر توسيع الاستثمارات في الموانئ أو تعزيز النقل البري بين البحرين الأحمر والمتوسط.القضية الفلسطينية.. مفتاح الاستقرار الإقليمي
وفي سياق متصل، شدد عبد العاطي على أن حل القضية الفلسطينية يُعد شرطًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار في المنطقة ونجاح المشروعات الإقليمية الكبرى.
وقال الوزير : "علينا أن نضع في الاعتبار أن التواصل الإقليمي لا يمكن أن يتحقق دون تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".
وأضاف أن التصعيد المستمر في غزة يهدد بإفشال المبادرات الاقتصادية الطموحة، مؤكدًا أن الاستقرار السياسي شرط أساسي للتكامل الاقتصادي.
الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا
ناقش عبد العاطي مع نظيره الهندي مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهو المشروع الذي أُعلن عنه خلال قمة مجموعة العشرين في سبتمبر 2023.
ويهدف المشروع إلى إنشاء شبكة من الطرق البحرية وسكك الحديد تربط الهند بدول الخليج ثم أوروبا، باعتباره بديلًا غربيًا لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقال الوزير المصري إن بلاده منفتحة على المشاركة في المشروع، موضحًا أن موقع مصر الجغرافي يجعلها شريكًا طبيعيًا في أي مبادرة تسعى إلى تعزيز الربط بين الشرق والغرب.
التصعيد الإقليمي يهدد مشاريع التواصل الاقتصادي
وحذر عبد العاطي من أن التوترات الإقليمية خلال العامين الماضيين، وخاصة الحرب في غزة وهجمات الحوثيين، قد تُعرقل تنفيذ مشاريع التعاون الإقليمي، مشيرًا إلى أن الاستقرار شرطٌ للتنمية.
"الممر الاقتصادي مشروع مهم، لكن علينا أن نفهم ما حدث خلال العامين الماضيين. التصعيد يمكن أن يعيق التعاون والتواصل"، قال الوزير .
زيارة لتعزيز الشراكة مع الهند
واختتم عبد العاطي زيارته إلى الهند التي استمرت يومين، التقى خلالها رئيس الوزراء ناريندرا مودي وعددًا من كبار المسؤولين، حيث بحث معهم سبل تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار، الطاقة المتجددة، والنقل البحري.
وتأتي الزيارة في إطار تحرك دبلوماسي مصري واسع لتعزيز العلاقات مع دول آسيا الصاعدة، وتنويع الشراكات الاقتصادية في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
0 تعليق