في تصعيد حادّ للهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه حركة "حماس"، قال، الخميس، إن استمرار الحركة في قتل المدنيين داخل قطاع غزة "سيجبر الولايات المتحدة على التدخل وقتلهم"، في إشارة إلى احتمال القيام بعمل عسكري مباشر ضدها.
ونشر ترامب تصريحاته عبر منصته الخاصة "تروث سوشال"، مؤكدًا: "إذا استمرت حماس في قتل الناس في غزة، وهو ما لم يكن متفقًا عليه في الاتفاق، فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر."
هذه التصريحات تأتي في ظل محاولات أمريكية متواصلة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وسط حالة من التوتر السياسي والعسكري في المنطقة.
البيت الأبيض في موقف حرج بعد منشور ترامب
وعقب منشور ترامب، سارعت شبكة CNN إلى سؤال البيت الأبيض حول المقصود بضمير المتكلم "نحن" الذي استخدمه الرئيس في تهديده، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان يتحدث بصفته الشخصية أو بصفته رئيسًا يمثل الموقف الأمريكي الرسمي.
ويرى محللون أن تصريحات ترامب تحمل دلالات خطيرة، إذ توحي بإمكانية عودة الولايات المتحدة إلى نهج أكثر تدخلاً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة إذا استمر التوتر على الأرض وتعثرت جهود الوساطة.
ترامب: "قد أسمح لإسرائيل بالتحرك مجددًا"
وفي مقابلة سابقة مع المذيع الأمريكي جيك تابر على شبكة CNN، قال ترامب إنه قد يمنح الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئناف العمليات العسكرية في غزة إذا رفضت "حماس" الالتزام ببنود وقف إطلاق النار.
وأضاف: "القوات الإسرائيلية قد تعود إلى الشوارع بمجرد أن أقول الكلمة."، في إشارة واضحة إلى استعداده لدعم إسرائيل ميدانيًا في حال فشل جهود التهدئة.
انعكاسات التصعيد على المشهد الإقليمي
يأتي هذا التصعيد في وقت حرج تشهد فيه المنطقة محاولات دولية وإقليمية لاحتواء الأزمة في غزة. ويرى مراقبون أن تهديدات ترامب قد تعقّد الجهود الدبلوماسية وتزيد من توتر العلاقة بين واشنطن والفصائل الفلسطينية، فيما قد تمنح إسرائيل دفعة سياسية لمواصلة ضغوطها على "حماس".
ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يعتبر البعض أن هذه التصريحات تحمل أيضًا بعدًا انتخابيًا، إذ يسعى ترامب لتأكيد صورته كرجل قوي في السياسة الخارجية، لا يتردد في استخدام القوة لحماية المصالح الأمريكية وحلفائها.
0 تعليق