تفاصيل قمة ترامب وبوتين في المجر لإنهاء حرب أوكرانيا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه عقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست، في موعد لم يُحدد بعد، بهدف مناقشة سبل إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من أربع سنوات.

وقال ترامب إن الاتفاق على عقد القمة جاء خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعتين بينه وبين بوتين، مضيفاً أن وفدي البلدين سيعقدان جولة تمهيدية من المحادثات الأسبوع المقبل، تمهيداً لاجتماع القادة في بودابست. وكتب ترامب عبر منصاته على وسائل التواصل: «أعتقد أن تقدماً كبيراً تحقق في مكالمة اليوم الهاتفية».

مفاوضات تمهيدية يقودها ماركو روبيو

أوضح ترامب أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيقود الجولة الأولى من المفاوضات مع الجانب الروسي، مشيراً إلى أن النقاش مع بوتين شمل أيضاً آفاق التعاون التجاري بين واشنطن وموسكو بعد الحرب.

وتأتي هذه التطورات قبل يوم واحد من اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث يسعى الأخير للحصول على صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى لزيادة قدرة بلاده على استهداف العمق الروسي. ويرى زيلينسكي أن هذه الخطوة قد تدفع موسكو إلى التفاوض لإنهاء الحرب.

ترامب بين دبلوماسية السلام وضغوط الحرب

يركّز ترامب جهوده حالياً على الملف الأوكراني، بعدما نجح مؤخراً في التوسط لوقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحركة حماس، في إطار سعيه لجعل إنهاء الحربين في غزة وأوكرانيا محوراً رئيسياً في حملته الانتخابية لعام 2024.

وأعرب ترامب عن استيائه من بوتين بسبب رفضه وقف القتال أو عقد لقاء مباشر مع زيلينسكي، مؤكداً أن تجربته في الشرق الأوسط منحته الثقة في إمكانية تحقيق نتيجة مماثلة في أوكرانيا. وقال عبر وسائل التواصل: «أعتقد أن النجاح في الشرق الأوسط سيساعد في مفاوضاتنا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا».


ورقة "توماهوك" تثير توتراً جديداً

تُعد صواريخ "توماهوك" الأميركية من أكثر الأسلحة تطوراً، وتمنح أوكرانيا قدرة على توسيع نطاق أهدافها داخل روسيا. وسبق أن لوّح ترامب بإمكانية تزويد كييف بهذه الصواريخ إذا لم تُحقق المفاوضات تقدماً، قائلاً: «قد أقول له: إذا لم تُحلّ الحرب، فسأرسل لهم صواريخ توماهوك».

لكن بوتين حذر من أن تزويد أوكرانيا بتلك الصواريخ سيصعّد النزاع ويدخل الحرب مرحلة جديدة، معتبراً أن ذلك سيؤثر سلباً على العلاقات بين موسكو وواشنطن.


موقف موسكو ومآلات الصراع

ورغم محاولات التهدئة، لم تُبدِ روسيا أي استعداد لتقديم تنازلات، بل كثفت هجماتها على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية مع اقتراب فصل الشتاء، ما تسبب في تدمير أكثر من نصف إنتاج البلاد من الغاز. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن الزخم الذي أعقب قمة أنكوريج السابقة "تراجع بشكل كبير".


لقاء زيلينسكي والملف الاقتصادي

في لقائه المرتقب مع ترامب، من المتوقع أن يُجدد زيلينسكي طلباته للحصول على أنظمة دفاع جوي وأسلحة بعيدة المدى، إضافة إلى التعاون في تصنيع الطائرات المسيّرة واستخدام شبكة أنابيب النفط الأوكرانية لدعم إمدادات الطاقة.

كما يسعى زيلينسكي لإقناع ترامب بتشديد العقوبات على روسيا، بينما يستعد الكونغرس الأميركي لبحث مشروع قانون جديد لفرض عقوبات على مشتري الطاقة الروسية، بدعم من زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثيون.


بين بودابست والبيت الأبيض

وبينما تُجرى التحضيرات لقمة بودابست، يبدو أن ترامب يسعى لتقديم نفسه كـ"رجل الصفقات الكبرى" القادر على إنهاء الحروب عبر الدبلوماسية، في حين تبقى استجابة موسكو الحقيقية هي العامل الحاسم في تحديد ما إذا كانت القمة المقبلة ستفتح باب السلام، أم ستظل مجرد استعراض سياسي جديد في سباق النفوذ بين القوى الكبرى.

أخبار ذات صلة

0 تعليق