في ذكرى ميلاد جونتر جراس.. تعرف على قصيدته التى أزعجت إسرائيل

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تمر اليوم الذكرى98 لميلاد الكاتب الألماني الكبير جونتر جراس، إذ ولد في مثل هذا اليوم عام 1927، ويعد أحد أبرز الأدباء الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، والذي ترك بصمته الواضحة في الأدب العالمي بأعماله التي تتناول الجوانب المظلمة من التاريخ الألماني.  

في التالي تعرف  على قصيدته  المناهضة لإسرائيل.

جونتر جراس لم يكن فقط كاتبًا، بل كان أيضًا صوتًا شجاعًا في مجابهة القضايا السياسية والإنسانية، وقد عُرف بمواقفه الجريئة التي غالبًا ما كانت تتعارض مع التيارات السائدة، خصوصًا فيما يتعلق بالكيان الصهيوني، وتحديدًا قضايا الملف النووي الإسرائيلي. في عام 2012، أثار جدلًا واسعًا عندما وجه انتقادًا لاذعًا لإسرائيل في قصيدته الشهيرة "ما ينبغي أن يُقال"، والتي نُشرت في صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".

تتناول القصيدة قضية الصمت الدولي حول القدرات النووية الإسرائيلية غير الخاضعة للرقابة، منتقدًا صمت المجتمع الدولي إزاء هذا التهديد المتنامي الذي يثيره عدم وجود آلية رقابية على البرنامج النووي الإسرائيلي. في القصيدة، يعبّر جراس عن قلقه العميق من دور ألمانيا في دعم إسرائيل عبر تزويدها بغواصات قادرة على حمل رؤوس نووية، محذرًا من أن هذا الدعم قد يُستخدم في هجوم محتمل على إيران، بناءً على مخاوف غير مدعومة بأدلة.

كما يتسائل "جراس" في قصيدته عن سبب صمته طوال هذه السنوات، ليخلص إلى أن الصمت كان ناتجًا عن الشعور بالذنب الجماعي لألمانيا بسبب جرائمها خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما جعله يتردد في انتقاد إسرائيل علنًا. لكنه اليوم، مع تقدم العمر، يدرك أن الصمت لا يمكن أن يستمر في مواجهة خطر حقيقي على السلام العالمي. وفي ختام القصيدة، يوضح جراس أنه يجب قول الحقيقة، حتى وإن كانت قاسية، "قبل أن يفوت الأوان".

لقد كانت قصيدة "ما ينبغي أن يُقال" بمثابة دعوة للضمير العالمي للتحقق من الحقيقة، وللألمان بشكل خاص لتفهم دورهم في مشهد السياسة الدولية، وتحمل المسؤولية الأخلاقية عن أي دعم قد يُسهم في تصعيد الأزمات العالمية.

ردود الفعل على القصيدة كانت متباينة، حيث لاقت رفضًا واسعًا في الإعلام الألماني، وهو ما دفع جراس للحديث عن "توحيد الرأي" والتأكيد على أهمية التنوع الفكري والنقدي في المجتمعات الديمقراطية. تلك المواقف السياسية الجريئة التي اتخذها جراس تبرز التزامه العميق بالقيم الإنسانية والعدالة، حتى وإن كانت تكلفته الشخصية كبيرة.

وفي الذكرى السنوية لميلاده، لا يمكن إلا أن نتذكر ليس فقط إنجازاته الأدبية، بل أيضًا شجاعته في مواجهة القضايا التي تؤرق العالم، ورفضه للسكوت عن الحقيقة مهما كانت عواقب ذلك.

"ما ينبغي أن يقال" جاءت بترجمة  من الشاعرة والإعلامية المغربية: ريم نجمي

 

لماذا أمنع نفسي من تسمية ذلك البلد الآخر الذي يمتلك ومنذ سنوات - رغم السرية المفروضة - قدرات نووية متنامية، لكن خارج نطاق السيطرة، لأنه لا توجد إمكانية لإجراء مراقبة.

السكوت العام عن هذا الواقع الذي أنطوى تحته صمتي، أحسه الآن كذبة تثقلني وإلزامًا، في الأفق تلوح عقوبة لمن يتجاهلهما؛ الحكم المألوف: "معاداة السامية".

لكن اليوم، من بلدي هذا ينبغي أن تسلم غواصة أخرى إلى إسرائيل تكمن قدرتها في توجيه رؤوس دمار شامل إلى هناك، حيث لا دليل على وجود قنبلة نووية واحدة، لكن الخشية تريد أخذ مكان قوة الدليل، ولهذا أقول ما ينبغي أن يُقال.

لكن لماذا صمتُ حتى الآن؟ لأني اعتقدت أن أصلي المدان بجرائم لا يمكن أبدًا التسامح فيها منع من مواجهة دولة إسرائيل، بهذا الواقع كحقيقة واضحة، إسرائيل التي أتضامن معها وأريد أن أبقى كذلك.

لماذا أقول الآن فقط كبيرًا في السن، وبآخر قطرة حبر: إن القوة النووية إسرائيل خطر على السلام العالمي الهش بطبيعته؟ لأنه ينبغي أن يُقال، قبل أن يفوت أوان قوله غدًا، وكذلك لأننا نحن - الألمان مثقلون بما يكفي-

يمكن أن نصبح مزوديِن بجريمة يمكن توقعها، ولهذا قد لا يمكن التكفير عن اشتراكنا في الذنب ساعتها بكل الأعذار المعتادة . 

أخبار ذات صلة

0 تعليق