قال الشاعر والناقد المصري محمد الشحات محمد، إن ما ينتظره من الدورة 57 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن تكون نافذة أوسع للحوار الثقافي الحر، ومساحة حقيقية للتلاقي بين الأجيال؛ الكبار الذين يحملون خبرة العمر، والشباب الذين يملكون حداثة الرؤية وحماسة الحلم، متمنيا أن يكون المعرض هذا العام أكثر قدرة على استيعاب صوت المبدعين الجدد، وأن يمنح القراء فرصة للتعرف على تجارب أدبية وفكرية متنوعة، بعيدًا عن التنميط أو التكرار.

وأوضح "الشحات" في تصريح لـ"الدستور" أن معرض القاهرة للكتاب بالنسبة له ليس مجرد تظاهرة ثقافية عابرة، بل هو بمثابة عيد سنوي للثقافة المصرية والعربية. هو بيت كبير يضم الجميع تحت سقف واحد، مستطردا: نلتقي فيه بكتبنا، وأفكارنا، وقرائنا، وأحلامنا. شخصيًا، يمثل لي المعرض مساحة استثنائية لأرى أثر الكلمة وهي تتحرك من الورق إلى وجدان الناس، وأستشعر حجم المسؤولية الملقاة على الكاتب تجاه قارئه ومجتمعه.

ملف تجديد الخطاب الثقافي

وحول القضايا الفكرية أو الثقافية التي يتمنى أن يفتحها المعرض في ندواته، قال: أتمنى أن يفتح المعرض هذا العام ملف تجديد الخطاب الثقافي بصدق وجرأة، بعيدًا عن الشعارات المكرورة. نحتاج لنقاش حول علاقة الأدب بالهوية، وحول دور الفنون في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية، كما أرجو أن تُفتح قضايا الشباب بشكل أكبر، ليس فقط باعتبارهم قراء، بل أيضًا كمنتجين للمعرفة والإبداع، وأتمنى أن تُطرح موضوعات حول مستقبل الثقافة العربية في ظل التحولات الرقمية التي نعيشها اليوم، مثل قضايا القصة الشاعرة والمشاركة في الخارطة الأدبية العالمية، وأهمية تطبيق قوانين الأجناسية والاشتباك النقدي مع النصوص، ودور الإعلام الثقافي، وكذلك لا بد من عقد ندوة لمقارنة الحوار بين "الشات" الافتراضي والنقاش الواقعي من حيث والاستجابة للتصحيح أو الرفض الاستباقي والمعايير الحاكمة.

وأضاف: أود أن يخرج جمهور المعرض وهو أكثر إيمانًا بأن الثقافة ليست رفاهية، بل ضرورة للحياة، وأن يدرك أن الكتاب هو جسر للحوار بين العقول والقلوب، وأن الإبداع هو ما يصنع لنا هوية قوية في مواجهة العولمة الجارفة، والفنون عنصر أساسي لبناء الوعي، الرسالة الأهم التي أتمناها أن يحملها الزائر في قلبه: أن الثقافة قادرة على أن تمنحنا الأمل، وأن تجعلنا أكثر وعيًا بذواتنا وأكثر انفتاحًا على العالم.