تحل اليوم الذكرى الثانية والخمسون لمعركة المنصورة الجوية، إحدى أعظم معارك القوات الجوية المصرية، والتي شكلت نقطة تحول تاريخية في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
ففي هذا اليوم، الرابع عشر من أكتوبر، سطر نسور السماء ملحمة بطولية خالدة، تعد الأطول والأشرس في تاريخ المعارك الجوية الحديثة، بعدما تصدوا لهجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق استهدف قواعد دلتا النيل.
تفاصيل المعركة.. أطول مواجهة جوية في التاريخ الحديث
وقعت معركة المنصورة الجوية ظهر يوم 14 أكتوبر 1973، واستمرت لمدة 53 دقيقة متواصلة، من الساعة الثانية ظهرًا حتى الثانية و53 دقيقة، في سماء محافظات الدقهلية والشرقية والغربية، حيث شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجومًا بهدف تدمير القواعد الجوية المصرية في المنصورة وطنطا وأنشاص وبلبيس وكسر التفوق الجوي المصري الذي تحقق منذ عبور القناة وتحطيم خط بارليف في السادس من أكتوبر.
لكن الرد المصري جاء سريعًا وحاسمًا؛ إذ أقلعت أسراب من طائرات ميج-21 وسوخوي-7 وميج-17 من القواعد الجوية المذكورة، لتشتبك مع الموجات الإسرائيلية في معركة شرسة دار معظمها فوق سماء المنصورة.
واعتمد الطيارون المصريون على أسلوب الكمائن الجوية والمناورات السريعة، إلى جانب تكتيك "الإقلاع والهبوط المتتابع" الذي مكن الطائرات من التزود بالوقود والعودة للقتال في أسرع وقت، مما أربك العدو وأفشل خططه.
نتائج المعركة.. نصر مصري ساحق
أسفرت المعركة عن إسقاط ما بين 18 إلى 20 طائرة إسرائيلية، لتعلن عن نصر جوي ساحق رفع الروح المعنوية للمقاتلين وأكد تفوق الطيار المصري، وقد اعترفت الدوائر العسكرية العالمية بأن ما حققته مصر في تلك المعركة يعد أكبر اشتباك جوي بعد الحرب العالمية الثانية، وأدرجت تفاصيلها في أكاديميات الطيران العسكرية حول العالم كنموذج في التكتيك الجوي الجماعي والدفاع الاستراتيجي.
أبطال المعركة.. نسور مصر في سماء المجد
شارك في هذه الملحمة عدد من أبرز قادة ونسور القوات الجوية، من بينهم اللواء طيار عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، واللواء طيار حسن عبد الحميد، واللواء طيار سعد زغلول عبد الكريم، وغيرهم من الأبطال الذين سجلوا أسماءهم بحروف من نور في سجل الشرف العسكري.
والنتيجة كانت فشل الهجوم الإسرائيلي في تحقيق أهدافه تمامًا، وتكبد خسائر فادحة أجبرته على التراجع.
وأكدت معركة المنصورة الجوية أن القوات المسلحة المصرية تمتلك من القدرات والتكتيكات ما يؤهلها لإدارة أصعب المواجهات، كما أثبتت للعالم أن التفوق الجوي الإسرائيلي يمكن كسره إذا توافرت الإرادة والتخطيط المحكم.
تكريم وخلود الذكرى.. عيد القوات الجوية المصرية
تخليدًا لبطولة نسور الجو، قررت القيادة المصرية اعتبار يوم 14 أكتوبر عيدًا للقوات الجوية المصرية. ومنذ ذلك الحين، يحتفل أبناء القوات الجوية بهذا اليوم الذي يرمز إلى العزة الوطنية والانتصار التاريخي.
وفي كلمته خلال احتفالات عيد القوات الجوية الـ93، أكد اللواء طيار أركان حرب عمرو عبد الرحمن صقر، قائد القوات الجوية، أن رجال القوات الجوية يواصلون الليل بالنهار لحماية سماء الوطن، مستلهمين من روح معركة المنصورة عزيمة لا تلين.
وأوضح أن القوات الجوية شهدت خلال السنوات الأخيرة تحديثًا شاملًا في منظومات الطائرات والمروحيات، لتعزيز قدرتها على تنفيذ المهام القتالية والدفاعية في مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.
وأضاف أن القوات الجوية المصرية أصبحت اليوم قوة إقليمية كبرى تمتلك أحدث الطائرات متعددة المهام والتقنيات الدفاعية، وتواصل أداء دورها في حماية الأمن القومي المصري ودعم جهود مكافحة الإرهاب والتنمية.
0 تعليق