محمد المهدي: التعافي من الصدمات النفسية يبدأ بالاعتراف والعناية بالذات

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن التعافي من الأزمات والصدمات النفسية المتراكمة عبر الزمن عملية ضرورية لكل إنسان، لأن لا أحد ينجو من الضغوط النفسية في طفولته أو حياته. 

وأضاف المهدي، خلال حواره ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة cbc، أن بعض الأشخاص ينجحون في تجاوز الصدمات، بل ويحققون نجاحًا مبهرًا، والسبب يعود إلى التوازن بين قدرة التحمل، وشدة الأزمة، والسياق الذي حدثت فيه.

وأوضح أن وجود دعم ومساندة في لحظة الأزمة يساعد الشخص على امتصاص الصدمة وتحويلها إلى خبرة تمنحه صلابة نفسية ومناعة ضد الأزمات المستقبلية، مؤكدًا أن التعرض للضغوط لا يعني بالضرورة أن الشخص سيصبح مريضًا نفسيًا، بل قد يكون أكثر وعيًا وصلابة إذا وجد بيئة داعمة.

في المقابل، من يتعرض لصدمات متكررة دون دعم أو شعور بالأمان، قد تنهار مقاومته، وتظهر عليه أعراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق، بل وقد تتطور إلى أمراض عضوية مثل الضغط، السكر، أمراض المناعة، والجلطات القلبية.

وأشار المهدي إلى أن التعافي يتم على مستويين: شخصي ومهني، فعلى المستوى الشخصي، يبدأ التعافي بالاعتراف بالأزمة، ثم تقبلها وفهم ظروفها، يلي ذلك مرحلة العناية بالذات، من خلال الاهتمام بالصحة الجسدية، التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، الروحانيات، والإنجازات الشخصية. فالشخص الذي تعرض لصدمة يحتاج إلى ترميم تقديره لذاته الذي اهتز بفعل الألم.

وأكد أهمية التصالح مع الذات، وعدم كراهيتها بسبب ما حدث، بل التسامح معها، لأن هذا هو جوهر العناية بالذات، وهو أول خطوة في طريق التعافي الحقيقي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق