اختتم، أمس الخميس، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس ثيوذورس الثاني زيارته الرسمية بقبرص، حيث استمرت الزيارة لمدة ثلاثة أيام.
ورافقة في الزيارة كل من: وكيل البطريركية في قبرص الأسقف نيقوديموس والأرشمندريت ذمسكينوس الأزرعي، رئيس دير مار جرجس البطريركي للروم الأرثوذكس في مصر القديمة.
استهل قداسة البابا زيارته بالقيام بعدة من لقائات وعقد اجتماعات رفيعة المستوى، حيث كان أبرزها اللقاء الذي جمعه بغبطة رئيس أساقفة قبرص خريسوستموس.
أثناء لقائهم أعرب عن بالغ قلقهم إزاء الأوضاع التي يمر بها العالم بشكل عام والظروف التي يشهدها الشرق الأوسط بشكل خاص، مبينين أن السلام هو الطريق الأفضل ووقف إطلاق النار في المنطقة وإيجاد الحلول السلمية وتغليب لغة الحوار هي صمام الأمان والإستقرار الحقيقي لضمان ديمومة أمن وسلام المنطقة برمتها والعالم أجمع.
وفي سياق متصل أشاد بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس بدور الدولة المصرية الراسخ والجهد المبذولة في سبيل إيقاف التصعيد، فالموقف المصري دائما موقف حكيم مبني على رؤية دولة تملك دوما روح المبادرة وإدراك حتمية إحلال الأمن والإستقرار.
وشكر بطريرك الإسكندرية غبطة رئيس أساقفة قبرص وكل كنيسة قبرص على دعمهم المستمر.
بدوره شكر رئيس أساقفة قبرص بطريرك الإسكندرية على هذه الزيارة التي تبني جسور محبة مكللة بنعمة ربنا، متضرعا إلى الله أن يمده بالقوة والعزم دوما من أجل
عمل غبطته الإنساني والرعائي والروحي المميز.
كما التقى قداسته بوزير التعليم القبرصي د. أثينا ميكايليدو. وناقشا القضايا المتعلقة بالتعليم في البلدان الأفريقية. فأستعرض غبطته الجهود التي تبذلها البطريركية إيمانًا منها بأهمية التعليم، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد مدارس تابعة للبطريركية حتى في بعض القرى الصغيرة، والتي تشكل محطات علم ونقاط التقاء هامة للاستمرار في دعم مسيرة التعليم الرائدة والتعاون المستقبلي لتطويرها بشكل مستمر.
وقد قلّدها قداسته، تقديرًا لمساهمتها وجهودها القيمة ودعمها للمؤسسات التربوية التابعة للبطريركية الرومية الأرثوذكسية في أفريقيا، وسام القديس سابا المتقدس.
وبعبارات محبة، شكرت الوزيرة غبطته على هذا التكريم الرفيع، مؤكدة إحترامها لشخص البطريرك، إذ وصفت غبطته برجل المحبة والإنسانية.
كما زار البطريرك معسكر ELDYK في مالوندا، قبرص. حيص تم اقامة مراسم إستقبال لغبطته والوفد المرافق له من قبل قائد المعسكر العقيد أستريوس ديسبوديس برفقة الضباط وضباط الصف في المعسكر.
وقدم قائد المعسكر إيجازًا لقداسته حول تاريخ المعسكر المجيد، ومساهماته الكبيرة في خدمة قبرص، وأهدافه النبيلة في أوقات السلم.
وبادر قداسته بشكر قائد المعسكر على حسن الإستقبال والتكريم موجها كلمة روحية للجميع، وسلط صاحب الغبطة الضوء من خلال كلمته على دعم مصر الكبير لعمل البطريركية، وقدم الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تبرعه السخي، حيث قدم فخامته قطعة أرض في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي يتم بناء كنيسة القديس يوحنا الرحيم عليها، كما يتم بناء مبنى سيكون مركزا ثقافيًا يعكس أواصر المحبة وصداقة الشعب اليوناني والمصري والقبرصي العميقة.
واختتم قداسته شاكرًا تلك زيارته التي عززت الجنود روحيًا، وفي نهاية الزيارة قدم قائد المعسكر درعًا تكريميًا لغبطته يحمل شعار المعسكر.
واختتم البطريرك زيارته الرسمية لجزيرة قبرص بلقاء ودي جمع بينه وبين رئيسة مجلس النواب القبرصي السيدة أنيتا ديميتريو. حيث إستعرض غبطته أمامها أنشطة البطريركية في مصر وجميع أنحاء أفريقيا، مشددا على أن التعاون بين مصر واليونان وقبرص يشكل على البحر الأبيض المتوسط قوة ومثالًا مشرفاُ ونعمة من الله.
وشكر من خلالها الشعب القبرصي الذي يدعم العمل العظيم للبطريركية، وطلب منها نقل تحياته وأمنياته القلبية إلى فخامة رئيس جمهورية قبرص السيد نيكوس خريستودوليديس.
وشكرت السيدة أنيتا ديميتريو غبطة البطريرك على زيارته وأكدت له أن قبرص ستكون دائما بجانبه.
وحضر اللقاء السيد بانيكوس ليونيدو، عضو مجلس النواب القبرصي.