أفادت وسائل إعلام عبرية بمقتل خمسة جنود إسرائيليين، بينهم ضابطان، وإصابة ثمانية آخرين بجروح خطيرة، في اشتباكات عنيفة مع قوات "حزب الله" في جنوب لبنان مساء الخميس. ووقعت الاشتباكات عند مناطق التماس في مثلث عيتا الشعب، راميا، والقوزح، حيث تصدى مقاتلو الحزب لمحاولات التوغل الإسرائيلية في المنطقة الحدودية.
تفاصيل الاشتباكات والخسائر العسكرية
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن جنديين إسرائيليين لقيا حتفهما خلال اشتباك مباشر مع عناصر حزب الله، بينما قُتل ثلاثة آخرون أثناء محاولة سحب المصابين. وتحدثت التقارير عن مشاركة وحدات من قوات النخبة في لواء جولاني، التي دخلت إلى مبنى تم تعريفه سابقًا على أنه "آمن" بدعم ناري من الطائرات الحربية. لكن فور دخولهم المبنى، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مسافة قريبة من قبل مقاتلي حزب الله، مما أسفر عن وقوع إصابات مباشرة بين الجنود.
قصف دبابات إسرائيلية بصواريخ موجهة
أعلن حزب الله في بيان رسمي قصفه دبابتي "ميركافا" إسرائيلية في مرتفع اللبونة بصواريخ موجهة، ما أدى إلى احتراقهما بالكامل ومقتل وإصابة أفراد الطاقم. تأتي هذه العملية في إطار التصدي لمحاولات توغل الجيش الإسرائيلي في المناطق الحدودية، وتزامنت مع ضربات جوية إسرائيلية مكثفة على مختلف المناطق اللبنانية.
الغارات الإسرائيلية: تصعيد مستمر وضحايا مدنيون
تستمر إسرائيل في استهداف جنوب لبنان بضربات جوية متتالية. وأفادت وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان أنه تم تسجيل 138 غارة خلال الـ24 ساعة الماضية وحدها، ليصل إجمالي عدد الهجمات منذ بدء التصعيد إلى أكثر من 10,150 اعتداء. أسفرت هذه الضربات عن مقتل 17 شخصًا وإصابة 182 آخرين بجروح، ليصل العدد الإجمالي للضحايا منذ بداية الحرب إلى 2,367 قتيلًا وأكثر من 11,106 جريحًا.
دلالات التصعيد وتأثيراته على الأوضاع الإقليمية
تعكس الاشتباكات الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله تصعيدًا خطيرًا على الجبهة اللبنانية، ما يهدد بفتح جبهة جديدة في ظل الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط. يحذر مراقبون من أن استمرار هذه العمليات قد يقود إلى مواجهة شاملة، تتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا لمنع تفاقم الأوضاع. وفي هذا السياق، تتزايد المطالب الدولية بضرورة التوصل إلى هدنة فورية لحقن الدماء وتجنب التصعيد الذي قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة