مع اقتراب انعقاد الدورة الجديدة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتولي الدكتور أحمد مجاهد الإدارة التنفيذية للمعرض، تتجدد الأسئلة حول طبيعة التطور الذي يمكن أن يشهده المعرض في دورته السابعة والخمسين 2026.
وبعد أن تجاوز فكرة كونه مجرد مناسبة لاقتناء الكتب، بات يُنظر إليه كمنصة فكرية مفتوحة على التحولات الكبرى في الثقافة والوعي، وفي هذا الإطار، عبّرت الكاتبة الناقدة، دكتورة هويدا صالح، عن رؤيتها لما تأمله من دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026، وعن الدور الذي يجب أن يلعبه المعرض في استشراف المستقبل الثقافي المصري.
أول ما ننتظره في معرض القاهرة الدولي للكتاب هو "تجديد العلاقة بالكتاب نفسه
واستهلت “صالح” حديثها، قائلة: “لم يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب مجرد مناسبة لشراء أحدث الإصدارات أو توقيع الكتب، بل تحوّل تدريجيًا إلى حدث ثقافي شامل، تتقاطع فيه الأفكار والرؤى وتتشابك فيه أصوات الأجيال المختلفة. ومع اقتراب دورة 2026، يبدو السؤال ملحًا: ماذا نريد أن نرى في هذا المعرض، وما الذي يمكن أن نتوقعه منه؟”.
وتابع: "أول ما ننتظره هو "تجديد العلاقة بالكتاب نفسه" لا بوصفه منتجًا ورقيًا فحسب، بل كوسيط معرفي متجدد، لقد أصبح القارئ يبحث عن التجربة بقدر ما يبحث عن النص؛ تجربة يمكن أن تتجسد في كتب تفاعلية، أو إصدارات رقمية وسمعية، أو حتى نصوص تُقرأ في فضاءات الواقع الافتراضي، وهنا تكمن فرصة للناشرين والكتّاب كي ينفتحوا على أشكال جديدة من التعبير الأدبي والمعرفي".
نريد أن يصبح معرض القاهرة الدولي للكتاب "مختبرًا للمستقبل"
واستكملت: “كذلك، فإن الندوات والحوارات الفكرية ينبغي أن تخرج من دائرة التكرار، لتدخل في عمق التحولات الجارية: الذكاء الاصطناعي وأثره على الأدب، أزمة القراءة التقليدية أمام هيمنة الشاشات، مصائر الشعر والرواية في عالم متسارع، وتحديات الترجمة في زمن تتغير فيه خرائط النفوذ الثقافي. هذه ليست قضايا نظرية فقط، بل هي أسئلة يومية يعيشها الكتّاب والقراء معًا”.
وأضافت: "ما نريده، في النهاية، أن يتجاوز معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026 كونه "سوقًا للكتب" إلى أن يصبح "مختبرًا للمستقبل" مكانًا نفكر فيه معًا في علاقة الأدب بالتكنولوجيا، وفي موقع الثقافة العربية وسط عالم يعاد تشكيله باستمرار، المعرض في هذا التصور، ليس غاية بذاته، بل وسيلة لفتح أفق أوسع أمام سؤال القراءة والمعرفة في زمن مضطرب".
0 تعليق