افتتحت قاعة الفنون بدار الكتب والوثائق القومية؛ معرضًا فنيًا يحمل عنوان "فرحت مصر"، في احتفاء بصناعة النصر، وتوثيقًا لتلك اللحظات التاريخية التي رسمت ملامح الفخر الوطني والانتصار الخالد في ذاكرة المصريين، يأتي ذلك في إطار احتفالات وزارة الثقافة بذكرى نصر أكتوبر المجيد؛ وإليكم جولة بالصور في معرض"فرحت مصر".

المعرض الذي افتتح بحضور عدد من المثقفين والفنانين ومحبي التاريخ، جاء ليعيد إلى الأذهان أيام المجد العسكري والكرامة الوطنية من خلال مجموعة نادرة من الصور والوثائق الأصلية، التي التقطت بعدسات مصورين عاصروا لحظة العبور، واحتفظوا بها كشاهد حي على بطولة الجيش المصري وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة.

وتُبرز الصور المعروضة تفاصيل دقيقة من حياة الجنود على الجبهة، ومشاهد من العبور العظيم على قناة السويس، وصورًا للقيادة السياسية والعسكرية في مواقع القتال، إضافة إلى لقطات إنسانية تجسد فرحة المصريين بالنصر في الشوارع والميادين.

ولم يقتصر المعرض على الصور التوثيقية فحسب، بل ضم أيضًا إبداعات كبار رسامي الكاريكاتير المصريين الذين خلدوا مشاهد البطولة والانتصار بريشاتهم الساخرة والملهمة، في أعمال جسدت روح الجندي المصري، وصموده، وإيمانه بالوطن. وتنوعت اللوحات بين التعبير الفني والتوثيق الصحفي، لتشكل معًا بانوراما بصرية توثق الذاكرة الوطنية بألوانها وملامحها الحقيقية.

كما اشتمل المعرض على قسم خاص بعنوان "ذاكرة الوطن"، عُرضت فيه صفحات من الصحف القديمة، وملصقات نادرة من أرشيف دار الكتب والوثائق القومية، إلى جانب مقتنيات وصور نادرة لشخصيات عسكرية ومدنية كان لها دور بارز في معركة العبور.

وأكد القائمون على المعرض أن الهدف من "فرحت مصر" هو إحياء روح النصر في الأجيال الجديدة، وتذكيرهم بأن ما تحقق في أكتوبر 1973 لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان انتصارًا للوعي والإرادة والوحدة الوطنية.

والزائر للمعرض لا يمر بين الصور واللوحات وحسب، بل يعيش تجربة وجدانية متكاملة تستحضر لحظة الفخر والدموع والابتسامة، وتجعله يعيد قراءة تاريخ بلاده من خلال الفن والذاكرة والضوء واللون.

ويستمر معرض "فرحت مصر" في استقبال الزوار خلال شهر أكتوبر، ليظل شاهدًا على أن النصر باقٍ في الوجدان، وأن الفن يظل أصدق من يوثق لحظات الوطن الكبرى.
0 تعليق