5 خبراء أمريكيين لـ«الدستور »: مصر «مفتاح الحل» فى جميع القضايا الإقليمية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أجمع خبراء أمريكيون على أن العلاقات المصرية- الأمريكية استراتيجية، وباتت أكثر أهمية من قبل، خاصة مع زيارة الرئيس دونالد ترامب المرتقبة لمصر، غدًا، للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعقد قمة فى مدينة شرم الشيخ، بحضور عدد من القادة الدوليين.

وأشار الخبراء، خلال حديثهم مع «الدستور»، إلى أن واشنطن تأكدت من صوابية مقاربة مصر لما يحدث فى غزة، وأن القاهرة لاعب رئيسى ولا غنى عنه فى القضية الفلسطينية، معتبرين زيارة «ترامب» لمصر تأكيد على التزام الولايات المتحدة بضمان امتثال إسرائيل للاتفاق.

 

بارى دوناديو:  الوفاء بـ«بنود» الخطة الأمريكية ضرورى لإنهاء العمليات العسكرية 

قال بارى دوناديو، المحلل السياسى الأمريكى، إن الرئيس ترامب يؤيد اتفاق وقف إطلاق النار بقوة، متوقعًا توقف ٩٥٪ من العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة بمجرد الوفاء بالالتزامات الموجودة فى الخطة الأمريكية، وأهمها نزع السلاح.

وأضاف: «ستُمهّد زيارة الرئيس ترامب لمصر الطريق لمرحلة ما بعد الحرب فى غزة، وسيلتقى الرئيس السيسى، ليس لمناقشة اتفاقية السلام ومستقبل غزة فقط، بل لمناقشة مستقبل التجارة مع مصر والتعاون العسكرى بين الولايات المتحدة ومصر، وأى لقاء بين الرئيسين المصرى والأمريكى مفيد للبلدين».

ورأى أن العلاقات الأمريكية المصرية قوية، اقتصاديًا وعسكريًا وشعبيًا، حيث يتبادل الأمريكيون الكثير من الأحاديث الإيجابية مع المصريين عند زيارتهم الأهرامات، و«لم أسمع أى تعليقات سلبية من أى شخص زار مصر لقضاء إجازة أو لزيارة أهرامات الجيزة». وشدد على أن مصر لاعب رئيسى فى مستقبل غزة، ليس فقط بفضل علاقاتها القوية مع الشعب الفلسطينى، بل أيضًا لقربها من القطاع وحدودها المشتركة معه، كما أن «لمصر تأثيرًا كبيرًا على هذه الصفقة والمفاوضات المستقبلية، بالإضافة إلى الاستثمار فى غزة». وأكمل: «بفضل صداقة مصر الوثيقة مع الولايات المتحدة، ستعزز مكانتها فى دعم مستقبل الشعب الفلسطينى. وفى النهاية، أرى أن الرئيس السيسى صادق فى جهوده لوقف الحرب فى غزة، وبناء مستقبل للشعب الفلسطينى فى ظل السلام فى المنطقة».

 

إحسان الخطيب: الإدارة الأمريكية جادة فى وقف حرب غزة بشكل دائم

 

رأى إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة «مورى ستيت» بولاية كنتاكى، أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تحرك ممتاز من القيادة المصرية، معتبرًا أن تلبية «ترامب» الدعوة تؤكد أن الإدارة الأمريكية جادة فى وقف الحرب بشكل دائم.

وأضاف «الخطيب» أن زيارة «ترامب» سيكون لها ثقل معنوى كبير، وتؤكد أيضًا صوابية مقاربة مصر لما يحدث فى غزة، مبينًا أن العلاقات المصرية الأمريكية جيدة واستراتيجية إذ إن «مصر أكبر دولة عربية، وهى أهم المؤثرين فى الملفات الإقليمية، خاصة القضية الفلسطينية».

وشدد على أنه منذ البداية كان مكان ودور مصر واضحًا فى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات، والسعى لتنفيذ حل الدولتين، كما أن «مصر نصحت أمريكا بأن استمرار الحرب يعنى توسع الصراع، وهذا ما حصل بالفعل، والآن الأمريكيون تأكدوا أن مصر كانت على حق».

 

كريج كارتز:  العلاقات بين القاهرة وواشنطن فى أقوى حالاتها الآن

 

شدد كريج كارتز، الباحث فى الشئون الأمريكية، على أن علاقة الولايات المتحدة مع مصر فى أقوى حالاتها منذ عهد الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، معتبرًا أن التعاون الوثيق بين البلدين، على مدار العامين الماضيين وأكثر، يعكس نفوذ القاهرة فى المنطقة، وقيمة علاقتها بواشنطن.

وأضاف «كارتز»، تعليقًا على الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إلى مصر: «كان لمصر دور مهم وحاسم فى تسهيل تطوير الاتفاق الثنائى بين إسرائيل وحماس. الوصول إلى اتفاق شرم الشيخ جاء بصفة مصر دولة حدودية مع غزة، لذا كان من الضرورى للقيادة المصرية إنهاء الصراع».

ورأى الباحث الأمريكى أن من أهم العقبات أمام التنفيذ الكامل للخطة إصرار «حماس» على عدم التخلى عن سلاحها، والتوافق على كيفية إدارة غزة ومن سيديرها بعد الانسحاب الإسرائيلى، معتبرًا أن «خطة ترامب للذهاب إلى مصر لتوقيع الاتفاق هى فى الغالب احتفالية، واعتراف بالتزام الولايات المتحدة بضمان امتثال إسرائيل، وإشارة إلى الدور الرئيسى لمصر فى التفاوض على الاتفاق».

وفيما يتعلق بضمانات تنفيذ الاتفاق على الأرض، قال الباحث الأمريكى: «لا توجد ضمانات قاطعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لكن الضغط الأمريكى، بقيادة العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب، بالإضافة إلى الضغط الدولى والإقليمى، يخلق حافزًا قويًا لنتنياهو للالتزام بالاتفاق».

وواصل: «التزام الولايات المتحدة بنشر قوات القيادة المركزية الأمريكية فى غزة لضمان امتثال الطرفين يعد خطوةً مهمة، كما أن الاتفاق على نشر قوات أمريكية على الأرض، ضمن قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات، يمثل عنصرًا أساسيًا فى الخطة»، مشددًا على أن ذلك لا يُعزز موقف الولايات المتحدة فحسب، بل يُشكّل رادعًا قويًا لأىٍّ من الطرفين يُخاطر بإلحاق أى إصابات بالجنود الأمريكيين نتيجة انتهاك الاتفاق.

 

تشارلز دون:  القاهرة لن تكتفى بالاتفاق وستقود إعادة إعمار القطاع

 

وصف تشارلز دبليو دون، الباحث غير المقيم فى «معهد الشرق الأوسط للدراسات»، زيارة الرئيس الأمريكى إلى مصر بأنها دفعة قوية للحكومة المصرية، التى لعبت دورًا فى المفاوضات، وتأكيد للدور الحيوى لمصر فى المنطقة.

وقال «دون» إن مصر استضافت محادثات شرم الشيخ، وشاركت فى قيادة المفاوضات، رفقة قطر وتركيا، بالإضافة إلى المفاوضين الأمريكيين، وتحملت العبء الأكبر، مضيفًا: «قد يكون لمصر دور أكبر بكثير مع وضع الترتيبات الأمنية فى غزة وبدء إعادة الإعمار، مع رغبتها فى قيادة عملية إعادة الإعمار».

وفيما يتعلق بضمانات تنفيذ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، خطة الرئيس الأمريكى، أكد الباحث الأمريكى: «لا توجد ضمانات مع نتنياهو، الذى أثبت مرارًا أنه سيجد طرقًا للتنصل من الاتفاقات، أو التراجع عن فرضياته، إذا كان ذلك يخدم مصالحه».

وأضاف الدبلوماسى السابق فى الخارجية الأمريكية: «الشىء الوحيد الذى يُقارب الضمان هو الخوف مما قد يفعله ترامب إذا شعر بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى قد أحرجه أو خالفه شخصيًا، فترامب مستعد للضغط على نتنياهو بطرق لم يستطع أى رئيس آخر اتخاذها».

ورأى أن هناك العديد من العقبات التى تعترض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أولاها وأهمها رفض «حماس» إلقاء سلاحها، بالإضافة إلى الخيارات العسكرية التى قد تواصل إسرائيل استخدامها، رغم وقف إطلاق النار أو بسببه، بداعى «الأمن».

 

مهدى عفيفى:  لولا الموقف المصرى الصارم ما وصلنا إلى المشهد الحالى

 

اعتبر الدكتور مهدى عفيفى، المحلل السياسى الأمريكى عضو الحزب الديمقراطى، أنه لا توجد أى ضمانات يمكن أن تمنع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، من التراجع عن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن «نتنياهو يحاول فقط تمرير المرحلة الأولى من هذا الاتفاق لإخراج الرهائن لتهدئة الشارع الإسرائيلى».

وقال: «لا ننسى أن الإدارة الأمريكية قدمت ضمانات فى مسألة لبنان، وحتى الآن تضرب إسرائيل الجنوب اللبنانى، وهذا يعنى أن التعهدات والضمانات التى قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لضمان السلام فى جنوب لبنان لم يجر تفعيلها»، مشيرًا إلى أن من أبرز المعوقات فى طريق الخطة أنها لا تضم أى خطوط حمراء أو توقيتات أو تفاصيل، لكن الشىء الواضح هو المطالبة بإطلاق الرهائن.

وأشار إلى أن الخطة الأصلية مكونة من ٢١ بندًا، غيرتها إسرائيل وأصبحت ٢٠ بندًا، و«لا أعتقد أنه يمكن تنفيذ كل هذه البنود»، لافتًا إلى أن بند الانسحاب من قطاع غزة جرى تغييره إلى انسحاب تكتيتى ولخطوط مختلفة للحفاظ على مساحة أمنية.

وأضاف: «من المستحيل تنفيذ الخطة كاملة؛ فنتنياهو يحاول الوصول فقط إلى إطلاق الرهائن، ثم سيختلق أى ذريعة لإنهاء هذا الاتفاق، ووقتها لن تمنعه الإدارة الأمريكية».

وشدد «عفيفى» على أن زيارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إلى مصر تحمل دلالات عديدة، مؤكدًا أنه لولا الموقف المصرى الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ورفض القاهرة القاطع أى محاولات لترحيل أو تهجير الفلسطينيين، وهو الموقف الذى تابعه العالم بأسره، لما تم التوصل إلى هذه الاتفاقية. 

وأشار إلى أن «ترامب» حرص على زيارة مصر تحديدًا ليكون حاضرًا فى مراسم توقيع الاتفاق، ومن ثم يعود إلى واشنطن وقد حقق إنجازًا يُحسب له على صعيد السياسة الخارجية.

وقال: «العلاقات المصرية الأمريكية، ومنذ زمن طويل، قوية ووطيدة، فمصر تتمتع بمكانة خاصة فى العالمين العربى والإسلامى، وكذلك فى إفريقيا، ولهذا تسعى الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى الحفاظ على علاقات جيدة معها، وربما تكون الإدارة الأمريكية الحالية قد حاولت ممارسة بعض الضغوط عليها للقبول بملف التهجير واعتباره أمرًا واقعًا، وهو ما تسبب فى بعض التباينات فى المواقف، لكن أرى أن الموقف المصرى الواضح، وما قامت به القاهرة من تحركات ولقاءات دبلوماسية مكثفة، أسهما فى تصحيح المسار وتعزيز الدور المصرى فى إدارة الأزمة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق