أكدت الكاتبة الإيرانية فاطمة الصياحي، أنه لطالما هددت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إيران بالحرب في حال رفضت التخلي عن برنامجها النووي ولم تتوصل إلى اتفاق، لكن اليوم، وبعد ممارسة واشنطن وشركائها الأوروبيين لكل وسائل الضغط الممكنة لإخضاع طهران، لم يحققوا النتائج المرجوة، وبدعم ضمني للهجوم الإسرائيلي، حاول الغرب تدمير القوة النووية الإيرانية، لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم.
وتابعت في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن العلوم النووية في إيران لا تتوقف عند العلماء الذين اغتالتهم إسرائيل، كما أن المنشأت النووية لاتزال صامدة، واليورانيوم المخصب تم الحفاظ عليه. حتى القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات فشلت في اختراق موقع فوردو، وبهذا بات الغرب متأكدًا أنه لا خيار أمامه سوى التفاوض مع إيران، ولكن هذه المرة من دون تهديدات، بل عبر رفع العقوبات ومنح إيران حق التخصيب السلمي.
الولايات المتحدة واستبعاد العقوبات على واشنطن
وأشارت إلى أنه من بين الخيارات الأربعة المطروحة على طاولة البيت الأبيض، تم استبعاد التهديد والعقوبات والحرب، ولم يتبق سوى خيار المفاوضات النووية، والذي يبدو أن واشنطن ستتابعه بجدية.
وأشارت إلى أنه بعد إعلان وقف إطلاق النار، عاد ترامب ليحلم بجائزة نوبل للسلام، وهذا الحلم قد يدفعه لبذل جهود مضاعفة.
وأفادت الكاتبة الإيرانية بأن إيران أصبحت تعرف جيدًا كيف تلتف على العقوبات، وشعبها تأقلم مع اقتصاد المقاومة، كما أن النفط الإيراني له عملاءه، خاصة بين الشركات الناشئة في الصين، وبالتالي، فإن التوصل إلى اتفاق قد يحسن الأوضاع الاقتصادية في إيران، ولكن حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن الضرر سيكون محدودًا، لأن البلاد باتت قادرة على مواصلة مسارها الحالي.
وأكدت أنه في حال فشلت الهدنة، فإن إيران لا تزال تمتلك ترسانتها الصاروخية، ولديها دعم شعبي للدفاع عن الوطن، كما أن حلفاءها ناشطون في الساحات الدبلوماسية، وفي المقابل، فإن إسرائيل عالقة في حرب غزة، وارتفاع تكاليفها الدفاعية بشكل كبير، فضلًا عن أن داعموها غير مستعدين لحرب طويلة، ونتنياهو لا يملك ظروف الاستمرار في حرب استنزاف، فالحرب ألحقت أضرارًا بالبنى التحتية الاقتصادية في تل أبيب، ومن مصلحة نتنياهو، من جميع الجوانب، أن يتمسك باتفاق وقف إطلاق النار.