سيناريوهات مفتوحة.. ماذا ينتظر المنطقة بعد اتفاق إيران وإسرائيل؟ (خاص)

حذّر خبير القانون الدولي الدكتور محمد محمود مهران من أن استهداف إيران لقاعدة العديد الأمريكية في قطر يمثل تصعيدًا خطيرًا يضع المنطقة على حافة مواجهة شاملة، مشيرًا إلى أن مسارات التهدئة تبدو ضبابية رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل الأطراف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأوضح الدكتور مهران في تصريحات لـ"الدستور" أن الاستهداف الإيراني يسلط الضوء مجددًا على المخاطر الاستراتيجية التي تواجهها الدول المضيفة للقواعد العسكرية الأجنبية، حيث تجد نفسها متورطة في صراعات إقليمية لا شأن لها بها.

وأضاف أن الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة العربية لم يكن يومًا عاملًا لتحقيق الاستقرار، بل كان دائمًا سببًا للتوتر والصراع، موضحًا أن مبدأ السيادة الوطنية الذي كرسته المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة يعد الضمانة الحقيقية لأمن واستقرار دول المنطقة.

وحول التهديدات الإيرانية باستهداف المزيد من القواعد الأمريكية في المنطقة، أشار مهران إلى أن هذا التصعيد يضع الدول العربية المضيفة للقواعد الأمريكية في موقف بالغ الحرج، إذ تجد نفسها مضطرة للاختيار بين ولائها لحليف قوي وحماية أمنها الوطني.

وفيما يتعلق بالأنباء عن خرق إيران لوقف إطلاق النار وتهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بالرد، أكد الدكتور مهران أن عدم الثقة المتبادلة تعد العقبة الأكبر أمام جهود التهدئة، مشيرًا إلى أن الخيانات الأمريكية والإسرائيلية المتكررة للاتفاقيات السابقة والمفاوضات جعلت إيران متشككة في أي تفاهمات جديدة.

ورغم ذلك، أعرب الخبير الدولي عن اعتقاده بأن التهدئة ليست خيارًا من بين خيارات متعددة، بل هي الطريق الوحيد لتجنيب المنطقة ويلات حرب شاملة لن يكون فيها رابح، مؤكدًا أن المؤشرات السياسية والدبلوماسية تشير إلى أن جميع الأطراف ستجلس حتمًا على طاولة المفاوضات في القريب العاجل.

وشدد الدكتور مهران على أن الضغوط الاقتصادية المتزايدة والتكلفة الباهظة لاستمرار المواجهة تدفع الجميع نحو البحث عن حلول دبلوماسية، لافتًا إلى أن طريق الخروج من الأزمة الراهنة يبدأ بتهدئة فورية من جميع الأطراف، تليها مفاوضات جادة تضع أسسًا جديدة للأمن الإقليمي قوامها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

ولفت إلى أن المستفيد الوحيد من استمرار التوتر والصراع في المنطقة هي القوى الخارجية التي تسعى لتكريس وجودها وتوسيع نفوذها، على حساب أمن واستقرار شعوب المنطقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق يديعوت أحرونوت: الموساد نفذ عمليات سرية داخل إيران بالتزامن مع الضربات الجوية
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل