تصعيد خطير فى الخليج.. العراق يحذّر والكويت والبحرين تعيدان فتح مجالهما الجوى

في تطوّر جديد يُنذر بتعميق التوترات في الشرق الأوسط، حذّرت وزارة الخارجية العراقية من أن التصعيد الإقليمي قد بلغ "نقطة تحول خطيرة وغير مسبوقة"، وذلك عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الجوية التابعة للقوات الأمريكية في قطر، والذي أعاد خلط أوراق المشهد الأمني في منطقة الخليج.

وأكدت بغداد، في بيان رسمي، أن موقفها ثابت بشأن ضرورة الاحتكام إلى الحوار واللجوء إلى القنوات الدبلوماسية لحل الأزمات، محذّرة من أن الخيارات العسكرية "لا تجلب سوى مزيد من التصعيد والمعاناة".

وذكرت الوزارة: "تُجدد الوزارة موقف العراق الثابت بأن أزمات المنطقة لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار واللجوء إلى القنوات الدبلوماسية، وتجنب الخيارات العسكرية التي لا تجلب سوى مزيد من التصعيد والمعاناة".

ورغم خطورة الوضع، لم يشر البيان العراقي إلى ما إذا كانت أي صواريخ قد سقطت أو تم إطلاقها باتجاه الأراضي العراقية، وسط تقارير متضاربة حول مدى اتساع نطاق الضربة الإيرانية.

عودة تدريجية للحركة الجوية


في ظل حالة الاستنفار التي شهدتها أجواء الخليج، أعلنت كل من الكويت والبحرين إعادة فتح مجالهما الجوي، بعد أن أُغلق بشكل مؤقت عقب الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في قطر، حسب ما أفادت به وكالات الأنباء الرسمية في البلدين.

كان قرار الإغلاق الاحترازي قد أربك حركة الملاحة الجوية في المنطقة، لا سيما مع تحويل عشرات الرحلات التجارية القادمة إلى دبي والدوحة إلى وجهات بديلة، وفي هذا السياق، أعلنت سلطة مطارات دبي أنها استأنفت العمليات، لكنها نبّهت إلى احتمال استمرار بعض التأخيرات والإلغاءات في الرحلات القادمة والمغادرة.

ويرى مراقبون أن الضربة الإيرانية لقاعدة العديد حملت أبعادًا تتجاوز الرد العسكري على الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية في إيران قبل أيام، إذ وجهت طهران رسائل مزدوجة إلى واشنطن من جهة، وإلى حلفائها الإقليميين من جهة أخرى، وسط تساؤلات عن مستقبل العلاقة بين إيران وقطر، في ظل وجود أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط على الأراضي القطرية.

وفي الوقت ذاته، جاء تحذير العراق ليعكس قلقًا متزايدًا من أن تتحول الأراضي العراقية إلى ساحة اشتباك غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، كما حدث في محطات سابقة، لا سيما أن بعض الميليشيات المرتبطة بإيران تنشط داخل الأراضي العراقية وتعد من أبرز أدوات الضغط الإقليمية.

ويبدو أن التصعيد الأخير فتح الباب أمام موجة من الترقب السياسي والعسكري في المنطقة، إذ تسعى العواصم الخليجية إلى احتواء التداعيات، وتفادي الدخول في مواجهات مباشرة أو غير مباشرة بين القوتين المتنافستين على أرضها، وبينما تراقب واشنطن وتل أبيب تطورات المشهد بحذر، تلوّح طهران بمواصلة الرد في حال استمر "العدوان"، كما جاء في تصريحات كبار مسؤوليها.

وسط هذا المشهد، يبقى مستقبل الاستقرار الإقليمي رهينًا بمدى قدرة الأطراف على العودة إلى مسار التهدئة، ووقف التصعيد المتبادل، قبل أن تتحول الضربات المحدودة إلى صراع مفتوح تتجاوز تداعياته حدود الخليج.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بريطانيا: ارتفاع البطالة يعزز الضغوط على بنك إنجلترا لمواصلة خفض الفائدة
التالى روسيا: 107 مدنيين بين قتيل وجريح في أسبوع بسبب الغارات الأوكرانية