في تصعيد جديد ينذر بتوسّع دائرة المواجهة في الشرق الأوسط، شنت إيران ضربات صاروخية استهدفت مواقع عسكرية أمريكية داخل أراضيها، في خطوة وصفت بأنها رد مباشر على الضربات الأمريكية الأخيرة التي طالت منشآت نووية إيرانية.
وبينما تتباين الروايات حول حجم الخسائر وطبيعة الأهداف، تؤشر التطورات إلى دخول العلاقة بين واشنطن وطهران مرحلة بالغة التوتر، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.
تاريخ العلاقات القطرية - الإيرانية
جسدت العلاقات بين قطر وإيران نموذجًا مميزًا للتعاون الإقليمي القائم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والرغبة الصادقة في دعم استقرار المنطقة. وتأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إطار حرص القيادتين على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.
وتعود العلاقات القطرية الإيرانية إلى بدايات استقلال قطر، إذ كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الدولة، وتم تبادل السفراء رسميًا في أوائل السبعينيات، ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين الجانبين بشكل متصاعد، مدفوعة بتقارب في الرؤى، وتواصل دائم على أعلى المستويات.
تُبنى هذه العلاقات على دعائم راسخة من حسن الجوار والاحترام المتبادل، وقد أظهرت القيادتان، في الدوحة وطهران، التزامًا واضحًا بإبقاء قنوات الحوار والتشاور مفتوحة بما يخدم مصالح البلدين والمنطقة.
تبادل الزيارات... دعم متواصل للتعاون المشترك
وشهدت السنوات الماضية زيارات متبادلة بين كبار القادة في البلدين، أبرزها زيارة سمو الأمير إلى طهران في يناير 2020، حيث التقى خلالها الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني، والمرشد الأعلى للثورة السيد علي خامنئي. كما استعرض الجانبان سبل دفع التعاون الثنائي وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وكان قد بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وإيران نحو 780 مليون ريال في عام 2021، مع وجود تطلعات مشتركة لرفعه إلى مليار دولار خلال المرحلة المقبلة. وقد عبّرت اللقاءات بين رجال الأعمال في البلدين عن أهمية تفعيل المبادرات الداعمة للاستثمار، ومنها إنشاء مكتب تجاري إيراني في قطر لتعزيز الفرص المتاحة أمام القطاع الخاص.
كما شهدت العلاقات الثنائية نشاطًا لافتًا في مجال البنية التحتية والنقل، حيث عقدت اجتماعات رسمية بين وزيري النقل في البلدين لبحث التعاون في الملاحة البحرية والموانئ الجوية والتجارية، بما في ذلك فرص التعاون في ميناء جزيرة كيش.
وتتشارك الدوحة وطهران في الدعوة إلى حل الخلافات عبر الحوار، وقد أكد سمو الأمير المفدى في أكثر من مناسبة على أهمية الحوار كوسيلة مثلى لتجاوز التحديات، مشددًا على أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا عبر الدبلوماسية والتفاهم.