قال مسؤول إيراني رفيع المستوى اليوم الإثنين، إن النظام الإيراني يريد من الولايات المتحدة أن "تدفع ثمن الحرب مباشرة"، بدلًا من أن تقف خلف إسرائيل وتنفذ مشروعها دون تحمّل التكلفة.
وحسب شبكة سي إن إن الأمريكية فقد يأتي هذا التصريح في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية امس الأحد، وهو ما أثار موجة من الغضب الشعبي داخل إيران، وارتفاع أصوات تطالب بالرد الفوري على واشنطن.
مظاهرات حاشدة في طهران
شهدت العاصمة الإيرانية، مساء الأحد، مظاهرة ضخمة مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، حيث نزل الآلاف إلى الشوارع رافعين شعارات تطالب بالانتقام.
وقد جاءت هذه الموجة الغاضبة بعد هجوم مفاجئ شنته إسرائيل قبل 11 يومًا، ليدخل الطرفان في سلسلة من الضربات المتبادلة شبه اليومية، أسفرت عن مئات القتلى من الجانبين حتى الآن.
وقال المسؤول الإيراني في تصريحاته "المعنويات مرتفعة، والمطالب الشعبية بضرب إسرائيل غير مسبوقة."
وأضاف أن هذا الضغط الشعبي يمثل عنصرًا إضافيًا في تعزيز خطط إيران العسكرية وتوسيع بنك أهدافها.
طهران: دعوات وقف الحرب "خدعة"
وحول الدعوات الدولية الأخيرة للتهدئة، اعتبر المسؤول الإيراني أنها "خدعة تهدف إلى اختبار مدى استعداد إيران لمواصلة الحرب"، مشيرًا إلى أن طهران لا ترى في هذه الدعوات رغبة حقيقية في وقف القتال، بل محاولة لإعادة تموضع الخصوم ميدانيًا.
وأكد المسؤول أن إيران تتوقع استمرار الحرب لمدة تصل إلى عامين، وهي "مستعدة جيدًا" لهذا السيناريو الطويل، بحسب قوله.
تصعيد معقد ومفتوح على كل الاحتمالات
وتأتي هذه التصريحات وسط تصعيد غير مسبوق في المنطقة، حيث توسّعت دائرة المواجهة بين إيران وإسرائيل لتشمل جبهات متعددة، وسط مخاوف دولية من انزلاق الشرق الأوسط نحو حرب شاملة.
وفي حين تصرّ إيران على أن الولايات المتحدة أصبحت طرفًا مباشرًا في الحرب عبر الضربات الأخيرة، يرى مراقبون أن طهران تسعى إلى تغيير قواعد الاشتباك وتحميل واشنطن تكلفة التصعيد الاستراتيجي، بعد سنوات من الصراع غير المباشر عبر الوكلاء.
من جهة أخرى، لم تُصدر واشنطن بعد ردًا رسميًا على هذه التصريحات، فيما تواصل الإدارة الأمريكية تأكيدها أن الضربات استهدفت منع إيران من تطوير سلاح نووي.