ملوك مصر|أوناس.. صوت العقيدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد الملك أوناس الملك الأخير من الأسرة الخامسة في الدولة المصرية القديمة، وقد تزوج فترة حكمه بين حوالي 2435 إلى 2306 قبل الميلاد، ويعرف بأنه أول ملك نقش نصوص الأهرام داخل هرمه في سقارة، وهي مجموعة من التعاويذ تساعده في رحلته إلى الحياة الآخرة.

جدران حجرات الدفن

حيث نقش أوناس 228 تعويذة دينية على جدران حجرات دفنه، لتكون أول أهرام التاريخ تحتوي أضخم حجرات نصية روحية، هذه التعاويذ تضمنت طقوسًا لبعث الملك، والسماح له بالانضمام إلى الآلهة، وفتحت الباب أمام تدوين نصوص مماثلة في المقابر اللاحقة.

تولى العرش بعد الملك جدكارع إيسي، الذي يرجح أنه والده، وقد تشير كثرة استخدام أوناس لأعمال معمارية سابقة لعائلته إلى تمسكه بإرث سابقيه وربما تعزيز شرعيته عبر بناء الهياكل الجنائزية، وقد تزوج من كلا من كهنوت ونيبيت، اللتين كانت لهما مقابر مصاحبة له بمجمعه الجنائزي، كما أنجب بناتا منهما من بينهم خنتكاوس وهماتري.

قائمة تورين الملكية

وتشير قائمة تورين الملكية إلى أن أوناس حكم حوالي 30 عاما، وهو ما يؤكده مانيتو بسنة 33، وقد مر عهده بفترة نشوء اللامركزية بوراثة الإدارات والممتلكات من الدولة إلى النبلاء، وهو من أبرز العوامل التي أدت لاحقًا لانهيار الدولة القديمة بعد نحو قرنين.

في عهد الملك أوناس كانت مصر توجه اقتصادها بشكل مركزي، معتمدًا على نظام تبادل بالحبوب، كما واصل أوناس دعم القنوات والسدود لتعزيز الإنتاج الزراعي، كما استخدم معبده مجمع "كوايزواي" كسوق رمزي وربما تولى توزيع السلع على العمال، ما يعكس اهتمامه بالتخطيط الاقتصادي الواسع، وبعض نقوش مجمعه تظهر مشاهد المجاعة، لكنها كانت رمزية أو تبشير بالعون الملكي، ولم تكن دليلًا على أزمة اقتصادية حقيقية.

بابلوس والشرق الأدنى

كما حافظ على علاقات متقدمة مع بلاد مثل بابلوس والشرق الأدنى وبلاد بونت، عبر تبادل تجارت يتمثل في الأخشاب والعود والحيوانات الغريبة، كما  أرسل بعثات لاستخراج الذهب والنحاس والفيروز في سيناء والنوبة، مدعومة بحماية لوجيستية، ولعل ذلك كان جزء من تنويع الموارد وتدعيم الصناعات الملكية.

وبالحديث عن آثار الملك أوناس فإننا نذكر معبد الوادي الذي لا يزال ظاهرا عند مدخل مجمعه بسقارة، رغم تعرضه للتدمير، كان المكان مخصصًا لاستقبال القرابين وتوزيعها للعمال والخدام، والممشى الكوايزواي والذي يمتد بطول حوالي 720 مترا، فهو الأطول والأفضل من بين الممرات المعروفة من الدولة القديمة، حيث تحتوي جدرانه على نقوش ملونة لآثار الأشياء اليومية، مثل: صيد حيوانات، جمع الحبوب، وسفن تنظيم البناء

وإضافة إلى المعبد الجنائزي والذي يتكون من البوابة الوردية والتي هي من صنع خليفة أوناس، الملك تتي، ويفصل بين الكوايزواي وقاعة الدخول سقف مقبب وأرض من الألباستر، يعلوه رواق بأعمدة رقيقة من الحجر الوردي (18 عمود)، أعيد استخدامها لاحقا في طانيس ومتاحف مثل اللوفر والبريطاني، وايضا مخازن المعبد معظمها محفوظ، استخدم في فترات لاحقة كمقابر وعددها يفوق 30 غرفة، منها مخازن تستقبل التقديمات الملكية.

أصغر الأهرامات الباقية

هرم أوناس يعتمد على قاعدة مربعة بطول 57.7 متر وارتفاع 43 متر، وهو أصغر الأهرامات الباقية من الدولة القديمة، كما يضم  أول نصوص دينية من نوعها، منقوشة بالكامل بلون أزرق وبمحتوى غني وعدد النصوص يتراوح بين 228 إلى 283 تساعد في رحلة الملك نحو الآخرة. 

وقد أضاف الأمير كايموسيت، ابن رمسيس الثاني، أضاف نقوشا بسيطة وإصلاحات ضئيلة في المعبد، ما يعكس اهتمام الأسرة التاسعة عشرة بالحفاظ على مواقع الدولة القديمة، كما أعيد استخدام الكتل الحجرية القديمة في المباني بطانيس أثناء الأسر المتأخرة واليونانية-الرومانية.

وبجانب الكوايزواي توجد ست مقابر حجرية لوزراء الوزارة مثل إخنويت وإي-نوفرت،  والتي اكتشفت خلال التنقيبات في سقارة في القرن الـ20 وما بعده، وايضا مقبرة أوناس-آنخ والتي تمثل موقع دفن محتمل لابن الملك، وتكشف عن استمرارية العائلة في المنطقة.

WhatsApp Image 2025-06-23 at 5.08.27 AM (2)
WhatsApp Image 2025-06-23 at 5.08.27 AM (2)
WhatsApp Image 2025-06-23 at 5.08.27 AM (1)
WhatsApp Image 2025-06-23 at 5.08.27 AM (1)
WhatsApp Image 2025-06-23 at 5.08.27 AM
WhatsApp Image 2025-06-23 at 5.08.27 AM

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر الدولار اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 بعد الزيادة الجديدة في البنوك المصرية
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل