معركة الهوية.. كيف قاد المثقفون المصريون حربًا ثقافية ضد الإخوان

منذ اللحظة الأولى التي تسللت فيها جماعة الإخوان إلى سدة الحكم، أدرك مثقفو مصر أن المعركة لم تكن فقط على كراسي الحكم، بل على الهوية والوعي والعقل المصري، وهنا خاض المثقفون معركتهم، دفاعًا عن الدولة المدنية والتنوير في مواجهة فكر ظلامي يُهدد بطمس معالم الثقافة الوطنية.  

معركة المثقفين مع الإخوان لم تكن ترفًا فكريًا، بل نضالًا لحماية هوية مصر.. كتبوا، صرخوا، نظموا، وعاشوا المواجهة من مواقعهم، لأنهم أيقنوا أن الدفاع عن الثقافة كان دفاعًا عن بقاء الوطن نفسه. 

 

 رمز المقاومة  
أصبحت وزارة الثقافة في عهد الإخوان ساحة مواجهة مباشرة، وحينما حاولت الجماعة بسط نفوذها عليها، تصدى المثقفون بحسم، أشهر هذه المعارك كانت الاعتصامات في الوزارة عام 2013، رفضًا لتعيين وزير محسوب على الجماعة، ما اعتُبر محاولة لأسلمة الثقافة ومحو التعددية الفنية والفكرية.  

ولم يكن السلاح سوى الكلمة، كتّاب وصحفيون وشعراء وأدباء استخدموا مقالاتهم وكتبهم وندواتهم لكشف أهداف الجماعة، والتحذير من نتائج استبدادهم، وواجهوا محاولات التكفير والتخوين بحقائق تاريخية ومعارك فكرية شرسة، واستعادوا مفاهيم مثل المواطنة والتنوير والحداثة.  

 

جبهات في الإعلام والكتب والمسرح
الفن والإبداع شكّلا ساحة مقاومة، حيث قدّمت العشرات من الأعمال الأدبية والمسرحية والأفلام رسائل قوية ضد الاستغلال الديني والتسلط الفكري، لم يكن النخبة صامتة، بل جعلت من كل منبر مساحة دفاع عن العقل.  

وخرج المثقفون من الحياد التقليدي، وشاركوا في التظاهرات، وكتبوا البيانات، وانضموا لحملات كشف خطط التمكين الإخواني، حتي أصبحت أسماء مثل بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وسيد حجاب ويوسف القعيد رموزًا للمواجهة، ودافعوا عن الدولة الحديثة في وجه الرجعية.  

 

بعد 30 يونيو.. انتصار الوعي
لعب المثقفون دورًا بارزًا في دعم ثورة 30 يونيو، باعتبارها لحظة استعادة العقل المصري، ومع سقوط حكم الإخوان، بدت المعركة الثقافية كإحدى الجبهات الحاسمة التي ساهمت في الانتصار على مشروع اختطاف الدولة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ما الأحكام المترتبة على عودة الدم بعد انقطاع الحيض؟.. "الإفتاء" تجيب
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل