قال الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، إن إغلاق مضيق هرمز سيكون بمثابة إعلان حرب عالمية ثالثة، لما له من تداعيات خطيرة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، مضيفًا: أن العالم يمر حاليًا بأزمة تباطؤ اقتصادي، وسط قفزة غير مسبوقة في حجم الديون العالمية التي تجاوزت 316 تريليون دولار بنهاية عام 2024.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن تصاعد التوترات الجيوسياسية والعسكرية، إلى جانب تغير السياسات النقدية حول العالم، أسهم في زيادة حالة عدم اليقين، مشيرًا إلى أن عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة زادت من المخاوف العالمية، بسبب استمرار السياسات التجارية العدائية، ما انعكس سلبًا على قرارات المستثمرين.
وأكد شعيب أن مضيق هرمز مسئول عن 20% من حركة نقل النفط بحرًا عالميًا، وأن أي إغلاق له سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع والنقل والتأمين، مما سينعكس مباشرة على مؤشرات التضخم عالميًا، ويدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، وهو ما يؤدي إلى حالة ركود اقتصادي وزيادة البطالة.
وتابع أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية وإن لم تؤدِ بعد لإغلاق المضيق، إلا أن آثارها ظهرت في قطاعات حيوية مثل السياحة والطيران والصناعة، التي تأثرت سلبًا جراء ارتفاع تكاليف التأمين وانخفاض التوقعات المستقبلية.
كما أشار إلى أن البنوك المركزية، وفي مقدمتها الفيدرالي الأمريكي، رغم ميلها نحو التيسير النقدي نهاية 2024، عادت إلى تثبيت أسعار الفائدة مجددًا، ما يزيد من حالة الضبابية في الأسواق.
كما كشف شعيب أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية هي الأكثر تضررًا من هذه الحروب، لافتًا إلى أن العجز التجاري الأمريكي بلغ 1.2 تريليون دولار، في ظل ضعف الإنتاج المحلي، بينما وصلت ديونها إلى 38 تريليون دولار بسبب الإنفاق العسكري، مضيفًا أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ نحو 2.77 تريليون دولار بنهاية 2024، ما أثر على قدرة الدول في الإنفاق على التعليم والصحة والحماية الاجتماعية.