أعادت التوترات الجيوسياسية في المنطقة وأزمة إمدادات الغاز من إسرائيل تساؤلات حيوية إلى المشهد الاقتصادي المصري، خاصة بشأن مستقبل أسعار الغاز للمصانع المحلية، وانعكاس ذلك على تكلفة الإنتاج وأسعار السلع في الأسواق.
تعرض خطوط الإمداد لاضطرابات بسبب تصاعد التوتر العسكري في المنطقة
وتواجه مصر أزمة في تدفق الغاز الإسرائيلي، الذي تعتمد عليه بشكل جزئي في سد احتياجاتها من الطاقة، بعد تعرض خطوط الإمداد لاضطرابات بسبب تصاعد التوتر العسكري في المنطقة، وفي ظل ذلك، تلجأ الدولة إلى استيراد الغاز المسال عبر ثلاث سفن تغويز، وهو خيار أكثر كلفة من الاعتماد على الإنتاج المحلي.
خبير اقتصادي: الغاز المسال الذي تستورده مصر حالياً أغلى من المنتج المحلي بثلاثة أضعاف
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي محمد فؤاد، إن الغاز المسال الذي تستورده مصر حالياً أغلى من المنتج المحلي بثلاثة أضعاف، ما يشكل عبئًا على الدولة وعلى القطاع الصناعي تحديدًا، وهو ما يرصده تحيا مصر.
وأضاف فؤاد، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية"، مساء السبت، أن استمرار تعطل خطوط الإمداد من إسرائيل قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الصناعي، مما يزيد من كلفة التشغيل لدى العديد من المصانع، لا سيما في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
احتمال بوقوع موجة ارتفاع في أسعار بعض السلع داخل الأسواق المصرية
وأشار إلى أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى موجة ارتفاع في أسعار بعض السلع داخل الأسواق المصرية، إذا لم يتم احتواء الزيادة في مدخلات الإنتاج، مؤكدًا أن تطورات الأزمة خلال الأسابيع المقبلة ستحدد حجم التأثير الفعلي على الأسعار.
وكان قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال جولته لتفقد الاستعدادات النهائية للبنية التحتية بميناء السخنة، استعدادًا لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، أن الدولة تسابق الزمن لتأمين احتياجات السوق المحلية من الطاقة خلال الفترة المقبلة.
وتابع رئيس الوزراء، أن الدولة تحركت سريعًا منذ أزمة الصيف الماضي التي شهدت تخفيفًا للأحمال، حيث كانت مصر تعتمد حينها على سفينة تغييز واحدة فقط، وهي "هوج جاليون" الراسية بميناء سوميد، مشيرًا إلى أن الدولة وعدت منذ ذلك الحين بحل متكامل لأزمة الطاقة يمتد لخمس سنوات على الأقل.
وأضاف مدبولي أن مصر تمتلك هذا العام ثلاث سفن تغييز؛ الأولى "هوج جاليون"، والثانية "إنرجوس إسكيمو" التي وصلت بالفعل إلى ميناء السخنة، ويتم تجهيزها حاليًا للانتقال إلى ميناء سوميد وبدء ضخ 750 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا نهاية الشهر الجاري، بينما تجهز السفينة الثالثة في ميناء الدخيلة بالإسكندرية، وتبدأ عملها مطلع يوليو.
ولفت إلى أن تجهيز وتشغيل هذه السفن عملية معقدة تتطلب تنسيقات دولية، وموافقات تأمينية وفنية صارمة، موضحًا أن فرق العمل بوزارة البترول لم تحصل على إجازة عيد الأضحى لاستكمال الأعمال اللازمة، مما مكّن الدولة من تسريع الجدول الزمني لتشغيل السفن.
وأكد رئيس الوزراء على أن هذه الإجراءات ليست مرتبطة بتداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي اندلعت مؤخرًا، بل هي جزء من خطة بدأ تنفيذها منذ أكثر من ستة أشهر، في إطار رؤية استراتيجية لتأمين الطاقة خلال فترة انتقالية لحين تعافي إنتاج الغاز المحلي.