شهدت محافظة الوادي الجديد، أمس الأحد، حادثًا مأساويًا أودى بحياة شابين غرقًا داخل بركة مياه زراعية في نطاق طريق شرق العوينات – مركز بلاط، وسط حالة من الحزن بين أهالي المنطقة.
تلقى اللواء محمد حامد، مدير أمن الوادي الجديد، إخطارًا عاجلًا من إدارة شرطة النجدة، يُفيد بوصول جثتين إلى مشرحة مستشفى الداخلة العام. وبالانتقال والفحص، تبين أن الجثتين لشابين في مقتبل العمر، لقيا مصرعهما غرقًا أثناء وجودهما بمحيط مزرعة استثمارية تضم برك ترسيب مائية.
تفاصيل الحادث وهويات الضحايا
أسفرت المعاينة الأولية عن مصرع كل من عبدالرحمن عبدالله كمال عبدالله، البالغ من العمر 17 عامًا، ومنصور وليد محمد سليمان، 15 عامًا، بعد غرقهما داخل إحدى برك الترسيب الملحقة بأحواض الري في المزرعة الواقعة على الطريق الدائري الرابط بين مركز بلاط ومنطقة شرق العوينات، والتي تُستخدم في أعمال التصفية والري الزراعي.
جرى انتشال الجثتين ونقلتا إلى مشرحة مستشفى الداخلة العام، تحت تصرف النيابة العامة التي بدأت التحقيق في ملابسات الواقعة، وتم تحرير محضر بالحادث لإحالته إلى جهات التحقيق المختصة.
خلفية عن المنطقة وخطورة برك المياه الزراعية
تُعد منطقة شرق العوينات من أكبر مناطق الاستصلاح الزراعي في مصر، وقد شهدت في السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا في المشروعات الاستثمارية الزراعية، التي تعتمد على حفر آبار جوفية واستخدام أنظمة ري متقدمة، منها برك الترسيب والتهدئة. ورغم الدور الحيوي الذي تلعبه هذه البرك في إدارة المياه، فإنها تمثل خطرًا حقيقيًا على حياة المواطنين، خاصة الأطفال والشباب، نظرًا لعمقها وعدم وجود وسائل حماية أو تحذيرات واضحة.
ويُثير هذا الحادث من جديد قضية غياب إجراءات السلامة حول البرك المكشوفة في المشاريع الزراعية الكبرى، خاصة تلك التي تقع بالقرب من طرق فرعية أو مناطق عبور الأهالي والعمال، وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات المختصة لوضع آليات وقائية وتشديد الرقابة.
كما ناشد الأهالي المسؤولين في وزارة الزراعة والتنمية المحلية بضرورة تعميم إجراءات السلامة في مواقع البرك الصناعية، وتكثيف حملات التوعية لدى سكان المناطق الزراعية بخصوص أخطار هذه المواقع.
تحقيقات النيابة وتحفظ على موقع الحادث
انتقلت النيابة العامة إلى موقع الحادث، لمعاينة البركة ومحيطها، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، واستدعاء عدد من مسؤولي المزرعة لسماع أقوالهم.
ومن المقرر أن تصدر النيابة تقريرًا مفصلًا حول أسباب الوفاة وما إذا كانت هناك شبهة جنائية في الحادث.
يبقى هذا الحادث المأساوي جرس إنذار جديد بضرورة التعامل الجاد مع مخاطر المنشآت الزراعية المكشوفة، التي باتت تهدد أرواح الأبرياء. وبينما تتجه الدولة نحو تعمير الصحراء وزيادة الرقعة الزراعية، فإن الحفاظ على سلامة الإنسان يجب أن يكون في مقدمة الأولويات.
