أكد الدكتور مهندس محمد عبد الغني، مقرر لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي بالحوار الوطني وعضو مجلس النواب السابق، أن التطورات الخطيرة والمتلاحقة في المنطقة دليلًا قاطعًا جديدًا على أن الولايات المتحدة هي الراعي الأول والأكبر للمشروع الصهيوني الاستعماري، الذي يسعى لفرض واقع جديد يتنافى مع حقوق الشعوب وسيادتها.
واعتبر عبد الغني، في بيان له، أن هذه الممارسات العدوانية والمتكررة تكشف بما لا يدع مجالًا للشك أن أمريكا هي العدو الحقيقي لأمتنا وطموحاتها. وشدد على أن أي حديث عن علاقات صداقة أو شراكة متكافئة معها هو ضرب من الوهم وتجاهل لحقائق التاريخ والجغرافيا والمصالح. وأضاف متسائلاً: "كيف يمكن لدولة تدعم الاحتلال وتشرعن العدوان أن تكون صديقة لشعوب تتوق للحرية والاستقلال والكرامة؟".
وحذر عبد الغني من أن المشروع الصهيوني، الذي تدعمه واشنطن بلا حدود، لا يستهدف فلسطين وحدها، بل إن هدفه النهائي هو النيل من قلب هذه الأمة، مصر، واستنزاف قوتها وقدرتها على النهوض والقيادة، موضحًا أن مخططاتهم تسعى بشكل حثيث لتقويض دور مصر المحوري وإضعاف مقدراتها التي تمثل حجر الزاوية في استقرار المنطقة وتوازنها التاريخي والاستراتيجي.
ووصف عبد الغني السياسات الأمريكية الراهنة بأنها ترقى إلى مستوى البلطجة الدولية"، معتبرًا أنها "تدفع بالنظام العالمي القائم نحو حافة الانهيار والفوضى الشاملة. وأردف قائلاً: "هذه السياسات الأحادية لا تحترم قانونًا دوليًا ولا ميثاقًا أمميًا، بل تكرس شريعة الغاب حيث القوة هي الحق الأوحد، متجاهلةً التداعيات الكارثية على السلم والأمن الدوليين".
وأشار الدكتور عبد الغني إلى أن العالم يشهد اليوم بوضوح ملامح تشكل نظام عالمي جديد، يقف على مفترق طرق حاسم. وعرض خيارين لهذا النظام المستقبلي: "إما أن يسوده منطق البلطجة الأمريكية-الصهيونية وهيمنة القطب الواحد، وما يترتب على ذلك من ظلم واستغلال، وإما أن يتجه نحو نظام عالمي أكثر توازنًا وعدالة، تحترم فيه سيادة الدول وتتعدد فيه الأقطاب الفاعلة".
وفي هذا السياق، أكد على الدور المصري قائلاً: "لمصر، بتاريخها الحضاري العريق وثقلها الاستراتيجي المعروف، دور محوري ورئيسي في رسم ملامح هذا النظام الجديد، تمامًا كما كانت عبر مختلف مراحل التاريخ صانعة للتوازنات ومرسخة للاستقرار الإقليمي والدولي".