الأحد 22/يونيو/2025 - 08:46 م 6/22/2025 8:46:00 PM
أقدمت الولايات المتحدة، صباح اليوم، على تنفيذ ضربات جوية ضد منشآت نووية إيرانية فى فوردو ونطنز وأصفهان، وقد أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن تلك الضربات كانت «ناجحة جدًا» حيث أسفرت عن تدمير المنشآت بالكامل، محذرًا فى ذات الوقت من أن أى رد فعل من طهران أو استمرارها فى رفض دعوات السلام قد يؤدى إلى ردود فعل عسكرية «أقسى وأسهل».
تأتى هذه الضربات بعد تسعة أيام من حملة جوية إسرائيلية، ما يعكس انخراط واشنطن رسميًا فى الصراع، ويعكس تصعيدًا غير مسبوق فى العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.
وقد أثار هذا التحرك موجة من ردود الفعل الغاضبة من قبل الحكومة الإيرانية، حيث أعلنت عقب الضربات الجوية عن أنها ستواصل برنامجها النووى، مؤكدة أنها اتخذت إجراءات احترازية قبل الضربة، بما فى ذلك نقل معظم اليورانيوم عالى التخصيب من منشأة فوردو إلى موقع غير معلوم، هذه التصريحات تُظهر إصرار إيران على عدم التراجع، رغم الضغوط العسكرية والسياسية، ومن هنا تنبع تلك التساؤلات التى تتكرر: هل هذه الضربات تمثل بداية جولة جديدة من الصراع العسكرى، أم أنها قد تكون بداية تحول نحو السلام والتهدئة العسكرية؟
يظهر التاريخ أن الضربات العسكرية غالبًا ما تؤدى إلى تصعيد الأوضاع بدلًا من تهدئتها، فالحروب التى بدأت بضربات جوية محددة كثيرًا ما اتسعت لتشمل مواجهات عسكرية أكبر وسقوط مدنيين وتحمل خسائر فادحة، لذا يُخشى أن تكون الضربات على المنشآت النووية الإيرانية قشة قد تجر المنطقة نحو حرب واسعة.
يبدو أن ترامب يسعى جاهدًا للتهدئة، حيث أشارت تقارير إعلامية، إلى أن الحكومة الأمريكية، تواصلت بشكل مباشر مع طهران اليوم، من أجل إبلاغها بأن الضربة العسكرية التى نفذتها ضد أهداف إيرانية «هى كل ما خططت له»، وأن الولايات المتحدة، لا تنوى توجيه ضربات جديدة، وأنها لا تسعى إلى تغيير النظام الإيرانى، هذه الخطوة تعكس رغبة الإدارة الأمريكية فى احتواء التصعيد وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة فى المنطقة، إذ يخشى ترامب، أن يتجاوز الصراع الحالى حدود تدمير البرنامج النووى الإيرانى أو إعاقته بشكل جزئى، إذ يبدو أن هناك قلقًا لديه من أن تؤول الأمور إلى محاولة زعزعة استقرار النظام السياسى الإيرانى، مثل هذا السيناريو قد يورط الولايات المتحدة فى صراع عسكرى مفتوح، خاصة أن الجغرافية الإيرانية جبلية وصعبة، ما يجعل من الصعب السيطرة على جميع مناطقها فى حال حدوث اضطرابات داخلية أو سقوط النظام بالقوة.
حجم الضرر
تعتبر فاعلية الضربة العسكرية وحجم الضرر الذى ألحق بالمنشآت النووية الإيرانية من النقاط الحاسمة التى ستلعب دورًا كبيرًا فى تحديد مسار الأحداث المستقبلية فى المنطقة.
الرد الإيرانى على هذه الضربات العسكرية، سيكون مرهونًا بحجم الضرر الفعلى الذى لحق بالمنشآت المستهدفة، فإذا كان الضرر كبيرًا وثقيلًا، فمن المحتمل أن تلجأ إيران إلى الرد بشكل أشد وأكثر تدميرًا، ما قد يجر المنطقة إلى دائرة أوسع من الصراع، بينما إذا كان الضرر بسيطًا، فإن إيران قد تختار الرد بشكل محدود أو حسابى، حتى لا تحرق جسور التفاوض، حيث تعتبر هذه الجسور أداة مهمة فى المناورات السياسية الإيرانية، والتى تسعى من خلالها لتحقيق مصالحها فى ظل الظروف المتغيرة.
أعتقد أن الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة فى توضيح الصورة.