أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الصُحبة الصالحة لها أثر بالغ في تشكيل الشخصية وتوجيه السلوك، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
وأشار خلال استضافته بقناة "الناس"، إلى أن الصحبة تُسهم في اتحاد المفاهيم، وتجعل الإنسان قريبًا ممن يحب، فإما أن يكتسب خيرًا من صحبة الصالحين، أو يُستدرج للشر إن رافق أهل السوء، كما ورد في الحديث الشريف: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء".
أوضح أن الصحبة قد تجر الإنسان إلى المعصية من باب الشهامة المزيفة، بحجة "صاحب صاحبه"، مما يستدعي وعيًا دينيًا وأخلاقيًا في اختيار الأصدقاء.
ونوه إلى أن الصحبة في الإسلام تُقاس بالمواقف، مستشهدًا بعلاقة الصحابي الجليل أبي بكر الصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم أثناء الهجرة، حيث ضرب أروع الأمثلة في الحب والتضحية والوفاء.
وأردف قائلًا إن أبا بكر كان يخشى أن يُؤتى النبي من خلفه أو يمينه، فكان يبدّل موقعه لحمايته، حتى أنه شعر بالارتواء عندما رأى النبي يشرب، في تعبير بالغ عن شدة محبته وارتباطه الوجداني به.
وتابع، أن الصحبة الحقيقية هي التي تدفع الإنسان لبذل ذاته من أجل من يحب، وتجمعه وقت الشدة، وتؤثر الخير لصاحبه على نفسه، وهذا هو المعنى الأصيل لرفقة الصالحين.