قال الدكتور عماد عمر الاكاديمي والباحث السياسي الفلسطيني، إنه بعد استهداف القاذفات الأمريكية من طراز B2 للمنشآت النووية الإيرانية، تحوّلت الأنظار فورًا إلى طهران ترقبًا لطبيعة الرد الإيراني، والذي لم يتأخر، إذ أطلقت إيران سلسلة من الصواريخ باتجاه تل أبيب وحيفا، مستهدفة مركزًا للأبحاث البيولوجية، ومطار بن غوريون، إضافة إلى موقع للقيادة والسيطرة تابع للجيش الإسرائيلي.
وأضاف عمر في تصريحات خاصة للدستور، أنه في ظل تصاعد التوتر، تمتلك طهران عدة أوراق قوة قد تلجأ إليها، من أبرزها سلاحها البحري، من خلال إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي سيمثّل ضربة قاسية للملاحة الدولية وسلاسل إمداد الطاقة العالمية.
وأشار إلى أن المصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك القواعد العسكرية المنتشرة في الخليج، والسفن التجارية، وحتى المقار الدبلوماسية، قد تتحوّل إلى أهداف محتملة، موضحا أن التصعيد قد يشمل أيضًا تكثيف الهجمات على منشآت استراتيجية داخل إسرائيل، باستخدام صواريخ أكثر تطورًا وقدرة تدميرية، وهو ما قد يُفضي إلى انزلاق المنطقة إلى صراع شامل متعدد الجبهات.
وأشار عمر إلى أنه، في المقابل، يبدو أن طهران تحاول من خلال هذا التصعيد ضبط إيقاع ردّها بما يحقق لها هدفين: حفظ ماء الوجه داخليًا، وتحسين موقعها التفاوضي خارجيًا، فإيران تُدرك أن استمرار الهجمات على المنشآت الإسرائيلية، خاصة الحيوية منها، قد يُحدث ضغطًا على الرأي العام الإسرائيلي، ويرسل رسالة واضحة مفادها أن إطالة أمد الحرب سيجلب مزيدًا من الدمار للداخل الإسرائيلي.
طهران تسعى من جهة أخرى للدخول لمفاوضات مستقبلية دون تنازلات
وأكد عمر أن طهران تسعى من جهة أخرى، إلى دخول أي مفاوضات مستقبلية دون أن تُجبر على تقديم تنازلات كبرى، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي أو تحالفاتها الإقليمية، إذ إن القبول بذلك قد يُنظر إليه داخليًا كانهزام واستسلام، وقد تكون له تداعيات على استقرار النظام السياسي الإيراني.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح بالأمس أن الولايات المتحدة تستهدف قدرات إيران النووية، ولا تسعى إلى تغيير النظام، في إشارة واضحة إلى أن استمرار الحرب قد يفتح الباب أمام ضربات أشد تمس جوهر النظام الإيراني نفسه.














0 تعليق