في ساعة مبكرة من فجر الأحد، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت منشآت نووية داخل إيران، ما اعتبر تحولًا خطيرًا في مسار التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن.
وبينما تترقب المنطقة والعالم ما إذا كان هذا التصعيد سيمهد لحرب مفتوحة أو يبقى ضمن حدود الرسائل العسكرية المتبادلة، تتابعت ردود الفعل الدولية من عواصم القرار، بين الإدانة والدعوة لضبط النفس والمطالبة بالعودة للمسار الدبلوماسي.
تصعيد عسكري غير مسبوق يضع العالم على حافة أزمة إقليمية جديدة
المملكة المتحدة: حث وزير الخارجية ديفيد لامي، في منشور على X، إيران على "ضبط النفس والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة"، مؤكدًا أن المملكة المتحدة لم تشارك في الضربات الأمريكية. وكان رئيس الوزراء كير ستارمر قد حث إيران في وقت سابق على العودة إلى طاولة المفاوضات بعد الضربات الأمريكية، واصفًا البرنامج النووي الإيراني بأنه "تهديد خطير للأمن الدولي".
فرنسا: صرح وزير الخارجية جان نويل بارو بأن فرنسا لاحظت الضربات الأمريكية الليلة الماضية "بقلق"، مضيفًا أنها لم تشارك.
وأضاف: "أعربت فرنسا مرارًا وتكرارًا عن معارضتها الشديدة لامتلاك إيران أسلحة نووية. وفرنسا مقتنعة بأن الحل الدائم لهذه القضية يتطلب حلًا تفاوضيًا في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي". وتابع: "وهي لا تزال مستعدة للمساهمة في ذلك بالتعاون مع شركائها".
ألمانيا: صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفان كورنيليوس، بأن مجلس الوزراء الألماني اجتمع يوم الأحد عقب إسقاط القنابل الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف: "سيتشاور المستشار الاتحادي ووزراء مجلس الوزراء الأمني عن كثب مع شركائهم في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الخطوات الإضافية خلال اليوم.
وجدد المستشار الاتحادي، فريدريش ميرز، دعوته إيران للدخول في مفاوضات فورية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وإيجاد حل دبلوماسي للصراع".
روسيا: أعلنت موسكو أنها "أدانت بشدة" قصف الولايات المتحدة لمواقع نووية في إيران، واصفةً هذه الهجمات بأنها "غير مسؤولة" و"انتهاك صارخ للقانون الدولي". وأضافت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "من الواضح أن تصعيدًا خطيرًا قد بدأ، محفوفًا بمزيد من تقويض الأمن الإقليمي والعالمي"، مشيرة إلى أن مجلس الأمن الدولي ملزم بالرد على الهجمات الأمريكية ضد إيران.
الصين: صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "تدين الصين بشدة الهجوم الأمريكي على إيران والمنشآت النووية التي أُجريت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذه الخطوة الأمريكية تنتهك بشكل خطير مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتُفاقم التوترات في الشرق الأوسط".
ودعت الصين أطراف الصراع، وخاصة إسرائيل، إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وضمان سلامة المدنيين، وبدء الحوار والمفاوضات، والصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتوحيد الجهود، وإحقاق العدالة، وبذل الجهود لاستعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
اليابان: قال رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، إن "خفض التصعيد في أسرع وقت ممكن أهم من أي شيء آخر"، لكنه أضاف أنه "في الوقت نفسه، يجب وقف تطوير إيران للأسلحة النووية". وصرح للصحفيين في طوكيو يوم الأحد قائلًا: "إننا نراقب الوضع هناك عن كثب بقلق بالغ".
الاتحاد الأوروبي: قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن "الاستقرار يجب أن يكون الأولوية"، وأن "احترام القانون الدولي أمر بالغ الأهمية".
وأضافت: "الآن هو الوقت المناسب لإيران للانخراط في حل دبلوماسي ذي مصداقية. طاولة المفاوضات هي المكان الوحيد لإنهاء هذه الأزمة".
قال رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إنه "يشعر بقلق بالغ إزاء الأنباء الواردة من الشرق الأوسط". وقال: "لا تزال الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط. سيقع عدد كبير جدًا من المدنيين مرة أخرى ضحايا لمزيد من التصعيد. سيواصل الاتحاد الأوروبي التواصل مع الأطراف وشركائنا لإيجاد حل سلمي على طاولة المفاوضات".
