في أعقاب الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، شنت إيران هجوماً صاروخياً غير مسبوق على إسرائيل كرد مباشر، مستخدمةً ترسانة متطورة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وفقاً لبيان الحرس الثوري الإيراني، تم إطلاق ما يزيد عن 40 صاروخاً من أنواع مختلفة، بينها صواريخ "خيبر شكن" الجيل الثالث التي تتميز بقدرتها على المناورة أثناء الطيران واختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
وركز الهجوم على أهداف استراتيجية حيوية، حيث استهدف مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب ومركز الأبحاث البيولوجية في نيس تسيونا ومرافق عسكرية في حيفا، مما تسبب في دمار واسع النطاق.

مشاهد كارثية في "كريات شالوم" وجحيم في "حيفا"
في تل أبيب، وثق مراسلو صحيفة "هآرتس" العبرية مشاهد كارثية في حي "كريات شالوم" المجاور للمطار، حيث انهارت أجزاء من مباني سكنية وتحولت شوارع بأكملها إلى ساحات أنقاض.
تصف شهادات الناجين التي نشرتها "يديعوت أحرونوت" لحظة الضربة بأنها "زلزال مدوٍّ" تبعه تساقط للزجاج والحديد من الطوابق العليا.
فرق الإنقاذ التابعة لـ"نجمة داوود الحمراء" انتشلت 16 جريحاً من تحت الركام، بينهم 3 حالات خطيرة تعاني من حروق وإصابات بليغة ناجمة عن الشظايا.
و في حيفا، التقطت كاميرات القناة 12 الإسرائيلية مشاهد الدخان الكثيف المتصاعد من منطقة "ميناء الكرمل" بعد إصابة مستودعات وقود، مما أدى إلى اندلاع حرائق امتدت للمباني المجاورة.

صواريخ "خيبر شكن" تصيب أهدافها بدقة
كشف التحليل العسكري الذي نشره معهد "أبحاث الأمن القومي" في تل أبيب (INSS) أن صواريخ "خيبر شكن" تمثل تهديداً نوعياً بسبب رؤوسها الحربية المتعددة وتقنية التمويه الحرارية التي قللت من فعالية أنظمة "القبة الحديدية".
الصور الجوية التي نشرها الجيش الإسرائيلي أظهرت حفراً عميقة قرب مدارج مطار بن غوريون وتدميراً جزئياً لمختبرات مركز الأبحاث البيولوجية، مما يؤشر إلى دقة التصويب الإيراني، ورغم إعلان الجيش عن اعتراض 60% من الصواريخ، إلا أن الخبير الأمني عاموس يادلين أكد في تصريح لـ"قناة 13" أن "الكمية الهائلة للأهداف فاقت قدرة أنظمة الدفاع".

على الصعيد الاقتصادي، كشف بنك إسرائيل عن تناقض صارخ في التداعيات ارتفاع البورصة بنسبة 1.6% بسبب التفاؤل بوجود الدعم الأمريكي، قدرت وزارة المالية تكاليف إعادة الإعمار المبدئية بنحو 850 مليون دولار.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصف الهجوم في خطاب متلفز بأنه "اعتداء وجودي"، معلناً بدء عمليات عسكرية "ممتدة الزمن" ضد أهداف إيرانية في سوريا والعراق. في المقابل، حذر رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت من أن "كل ضربة إيرانية تفتح الباب لحرب استنزاف قد تستمر شهوراً".
ردود الفعل الدولية على الهجوم الأمريكي
دولياً، أدان مجلس الأمن الهجوم في بيان مقتضب، بينما دعت السعودية والإمارات إلى "ضبط النفس"، المفارقة اللافتة جاءت من روسيا التي أرسلت مساعدات طبية لإسرائيل رغم تحالفها مع إيران، في خطوة وصفها محللون في "معهد القدس" بأنها "محاولة للحفاظ على توازن المصالح".

تفكيك نظرية الردع الإسرائيلية
وحذر تقرير "معهد دراسات الأمن القومي" الذي من أن إسرائيل تواجه معضلة استراتيجية، فرغم نجاحها في تجنب خسائر بشرية كبيرة (مقارنة بحجم الهجوم) ، لكن تكرار الضربات قد يفكك نظرية الردع الإسرائيلية ويُعرض اقتصادها لاستنزاف طويل الأمد، خاصة مع قدرة إيران على إطلاق هجمات مماثلة من أراضي سوريا واليمن. الشارع الإسرائيلي يعيش الآن على وقع صفارات الإنذار المتكررة، بينما تتحضر المستشفيات لـ"موجة إصابات محتملة" وفق تصريح مدير "مركز شيبا الطبي" لدورية "كالكاتيست".