كيف استعدت إيران للتدخل العسكري الأمريكي ومحاولات اغتيال خامنئي؟

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه منذ الضربة الإسرائيلية الأولى على إيران، استعدت الجمهورية الإسلامية لـ 3 كوارث محتملة، وهي محاولة اغتيال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وانضمام الولايات المتحدة لإسرائيل وقصف المنشأت النووية الإيرانية، وتوجيه ضربات إضافية للبنية التحتية الإيرانية مثل محطات الكهرباء ومصافي النفط والسدود. 

وتابعت أن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب، زاد من المخاطر بشكل كبير في إيران خاصة وأن الخبراء يعتقدون أن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات هي الوحيدة القادرة على ضرب منشأة "فوردو" النووية المحصنة تحت الجبال.

وبينما تهدد إيران بالرد على أي تدخل أمريكي، فإن مثل هذه الخطوة قد تجرها إلى حرب مدمرة على نطاق واسع.

استعدادات خامنئي بعد الضربة الأمريكية

وأشارت الصحيفة إلى أنه خشية من الاغتيال والاختراق، أمرت وزارة الاستخبارات جميع المسؤولين الكبار وقادة الجيش بالبقاء تحت الأرض، كما منعت استخدام الهواتف أو أي أجهزة إلكترونية، وفرضت تعتيمًا شبه تام على الإنترنت ووسائل الاتصال الدولية.

كما يُطلب من المواطنين يوميًا الإبلاغ عن التحركات المشبوهة وعدم تصوير أو نشر صور للهجمات، وأعلنت وزارة الاتصالات أن قطع الإنترنت هدفه إفشال هجمات الخصوم، وتعقب الخلايا المعادية.

وفي تصعيد غير مسبوق، أصدر المجلس الأعلى للأمن القومي بيانًا يوم الجمعة، أمهل فيه كل من يتعاون مع "العدو" لتسليم أنفسهم وأسلحتهم بحلول مساء الأحد، محذرًا من أن أي شخص يتم ضبطه بعد هذا الموعد سيواجه الإعدام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع توجيه إسرائيل أوامر بإخلاء عدة مناطق كثيفة السكان، بدت طهران شبه خالية. وتُظهر مقاطع فيديو شوارع مهجورة كانت تعج عادة بالسيارات، أما من تبقى من السكان في العاصمة، فأكدوا أن قوات الأمن أقامت نقاط تفتيش على جميع الطرق الرئيسية والفرعية.

توحيد الصف الإيراني

وأشارت الصحيفة إلى أنه عكس ما تسعى إسرائيل له، فإن الضربات العسكرية على إيران، تراجعت حدة الانقسامات السياسية العميقة في إيران في مواجهة العدوان الخارجي.

قال محمد علي أبطحي، السياسي الإصلاحي ونائب الرئيس الأسبق، في اتصال هاتفي من طهران إن "إسرائيل أساءت تقدير رد فعل الإيرانيين"، مشيرًا إلى أن الانقسامات السياسية العميقة في البلاد قد تراجعت الآن لصالح توحيد الصفوف خلف القيادة لمواجهة العدوان الخارجي.

وتابعت الصحيفة أن الهجمات الإسرائيلية أشعلت موجة من المشاعر القومية، حتى بين الإيرانيين المعارضين للنظام، وظهرت موجة من التصريحات التضامنية من نشطاء حقوقيين وفنانين ورياضيين، حيث كتب نجم المنتخب الوطني سعيد عزت اللهي: "مثل العائلة، قد نختلف، لكن تراب إيران هو خطنا الأحمر".

فتحت الفنادق وقاعات المناسبات أبوابها لإيواء النازحين، وقدم علماء النفس جلسات علاجية مجانية عبر الإنترنت، بينما خفضت المتاجر الأسعار، وتقاسم المواطنون أرغفة الخبز طوعًا في الطوابير، في مشهد يعكس وحدة وطنية نادرة.

وقال رضا، رجل أعمال يبلغ من العمر 42 عامًا، في اتصال من شمال إيران حيث لجأ مع عائلته، إن الشعب يعيش حالة فريدة من التكاتف، مضيفًا: "نحن خائفون، لكننا نتقاسم التضامن والحب، هذا هجوم على وطننا، على إيران".

وحذرت نرجس محمدي، أبرز ناشطة حقوقية في إيران والفائزة بجائزة نوبل للسلام، رغم نضالها الطويل من أجل الديمقراطية، من أن التغيير لا يمكن أن يأتي عبر الحرب والعنف، وقالت في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية هذا الأسبوع إن الديمقراطية لا تُفرض بالقوة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ارتفاع مفاجئ في سعر الذهب اليوم الإثنين 2 يونيو 2025
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل