كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن استعدادات المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي لمخططات اغتياله في أعقاب القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية الثلاثة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
وتابعت أن خامنئي قرر تقليص اتصالاته مع قادة الجيش والاستخبارات إلى الحد الأدنى، واكتفى بالتواصل معهم عبر مساعد موثوق فقط، مع وقف استخدام الوسائل الإلكترونية تمامًا، في محاولة لتعقيد أي عملية رصد لموقعه، بحسب ما أفاد به ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على خطط الطوارئ الخاصة به في زمن الحرب.
تفاصيل اختباء خامنئي بعد التصعيد العسكري
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه بحسب المسؤولين الإيرانيين، فإن خامنئي يتحصن حاليًا في مخبأ سري، وقد أعد سلسلة من البدائل العسكرية داخل هيكل القيادة تحسبًا لفقدان المزيد من كبار قادته العسكريين، في وقت تشهد فيه إيران أعنف ضربة عسكرية منذ الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي.
وتابعت أن خامنئي اختار ثلاثة رجال دين كبار كمرشحين محتملين لخلافته في حال مقتله، في ما اعتبره المطلعون على هذا القرار مؤشرًا على عمق الأزمة التي يواجهها النظام وقيادته الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود.
تدابير خامنئي بعد التصعيد مع إسرائيل
وكشفت الصحيفة الأمريكية، أنه منذ انطلاق الهجمات الإسرائيلية المباغتة على إيران الجمعة الماضية، اتخذ خامنئي سلسلة من التدابير الاستثنائية لضمان بقاء النظام الإيراني والحفاظ عليه.
وأضافت الصحيفة، أنه رغم الصدمة الأولية من الهجات الإسرائيلية على إيران، أظهر النظام الإيراني قدرة كبيرة على إعادة تنظيم صفوفه بسرعة، وبدأ بشن هجمات يومية مضادة على إسرائيل، استهدفت خلالها منشآت حيوية منها مستشفى، ومصفاة نفط في حيفا، ومبان سكنية وعسكرية.
وأشارت إلى أن إيران كانت تستعد لسيناريو التدخل الأمريكي في الحرب، منذ اللحظات الأولى من التصعيد.
وأضافت أنه رغم تعرض هرم القيادة في طهران لضربات قاسية، فإن التسلسل القيادي لا يزال يعمل بشكل فعّال، من دون مؤشرات تذكر على وجود انقسامات داخل الطبقة السياسية، بحسب المسؤولين ومصادر دبلوماسية في إيران.
وبحسب المقربين من خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، فإنه يدرك جيدًا أن إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تسعيان لاغتياله، وهو احتمال يعتبره نوعًا من الشهادة.
ومن هذا المنطلق، أوعز لمجلس خبراء القيادة، الجهة المخولة بتعيين المرشد الأعلى، بتسريع اختيار خلف له من بين ثلاثة أسماء وضعها بنفسه.
وتابعت الصحيفة أنه فيما يتعلق بوريث خامنئي، فإن نجله مجتبى، رجل الدين المعروف بقربه من الحرس الثوري، لم يكن ضمن الأسماء الثلاثة المرشحة لخلافته، وفقًا لما أكده المسؤولون.
سر اختفاء خامنئي
وأشارت الصحيفة، إلى أنه منذ اندلاع الحرب، أطلّ خامنئي مرتين عبر تسجيلات مصورة، وهو جالس أمام ستارة بنية وإلى جانبه العلم الإيراني، ليؤكد على صمود بلاده قائلًا إن "الشعب الإيراني سيقف ضد الحرب المفروضة".
في الأحوال العادية، يقيم خامنئي في مجمع "بيت رهبري" شديد التحصين وسط طهران، ولا يغادره إلا في مناسبات نادرة. أما الآن، فقد انتقل إلى مخبأ تحت الأرض، ما يعكس حجم الدمار الذي لحق بالعاصمة.
وبحسب المسؤولين، فإن الحرب اندلعت على جبهتين: الأولى عبر غارات جوية إسرائيلية استهدفت قواعد عسكرية ومنشآت نووية وبنى تحتية للطاقة، كما طالت عددًا من القادة والعلماء النوويين داخل منازلهم، وتم القضاء على عدد من كبار القادة خلال أقل من ساعة، بحسب ما أكده مستشار لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، مضيفًا أن الاختراق الأمني كان هائلًا.
أما الجبهة الثانية، فهي داخلية، إذ يتحدث المسؤولون عن خلايا إسرائيلية تعمل على الأرض، تنفذ هجمات بطائرات مسيّرة ضد منشآت حيوية للطاقة والدفاع.