بعد الضربات الأمريكية هل تحسم صواريخ إيران المعركة.. "الوعد الصادق وسجيل وفتاح" تخترق العمق الإسرئيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد أن شنت القوات الأمريكية غاراتٍ جويةً واسعة النطاق على ثلاثةٍ من أكثر المواقع النووية الإيرانية حساسية، بهدف تدمير منشأة التخصيب النووي الإيرانية، باستخدام قاذفات الشبح B-2 التابعة لسلاح الجو الأمريكي التي شاركت في تنفيذ الضربات التي استهدفت مواقع نووية داخل إيران.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أفادت، بأن عدة قنابل من طراز GBU-57، البالغ وزن الواحدة منها 14 طنًا، أُسقطت على منشأة فوردو النووية شمال إيران.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة نفذت هجومًا ناجحًا استهدف منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، مشيرًا إلى أن جميع الطائرات الأمريكية باتت خارج طهران، ومؤكدًا أن "لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه تنفيذ ذلك".

وبعد الضربة الأمريكة وفي أقل من ساعتين أطلقت إيران دفعة صاروخية كثيفة تضم 40 صاروخا باتجاه إسرائيل، أصابت أكثر من عشر مواقع في تل أبيب وحيفا ومستوطنات في الضفة الغربية ومعظم المدن الإسرائيلية، وتؤكد إيران إلى أن الرد على تلك الضربات سيستهدف كل المواقع الأمريكية والإسرائلية.

وتشهد الأيام الحالية تصعيدًا استثنائيًا في المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، إذ نفذت الأخيرة هجومًا جويًا استباقيًا يوم 13 يونيو الجاري ،و استهدف منشآت نووية واستخباراتية في طهران وأصفهان، وأسفر عن مقتل قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، بينهم قادة من القوات المسلحة والعلماء النوويين، فيما ردت إيران خلال الأيام الماضية بإطلاق أكثر من 450 صاروخًا و100 طائرة دون طيار على الأراضي الإسرائيلية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

بدأ المشهد التصعيدي في أعقاب اغتيالات لعلماء نوويين وقادة بالحرس الثوري خلال عمليات إسرائيلية في الأشهر الماضية، وتصاعدته الضربة الاستباقية الإسرائيلية التي عمّقت النزاع إلى مواجهة جوية مباشرة، حيث ترى إسرائيل أن استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية ضروري لإيقاف ما تصفه بأنه "تهديد وجودي"، في حين تؤكد إيران أنها تدافع عن سيادتها وتستطيع أن ترد بقوة على أي عدوان.

906.webp

لماذا اندلعت الحرب الآن بين إيران وإسرائيل؟

بادرت إيران إلى ردّ صاروخي ومدفعي واسع، مع تركيز على ضربات استراتيجية عبر إطلاق صواريخ دقيقة وطائرات دون طيار متنوعة المديات، وردت إسرائيل بمزاعم اعتراض فاعل، لكنها اعترفت بوصول بعض الصواريخ إلى مدن مثل حيفا وبئر السبع، وإلحاق أضرار بشرية ومادية محدودة، وفي الوقت نفسه، صرّحت إسرائيل بأنها تستعد لخوض حرب طويلة مع إيران، مع احتمال توسّع الصراع إقليميًا.

 

إلى أين تؤشّر الأحداث.. وهل هناك بوادر سلام؟

تشير التحليلات إلى أن وقوع مواجهة شاملة بات واردًا، لا سيما إذا ما انخرطت الولايات المتحدة أو بعض القوى الإقليمية، ورغم أن إسرائيل حققت نجاحات تكتيكية في ضرب أهداف إيرانية محددة، إلا أن تحقيق أهداف استراتيجية مثل تغيير النظام تبدو بعيدة.
في الوقت ذاته، يلوح بريق دبلوماسي من خلال مفاوضات تجري في جنيف بين إيران ودول أوروبية، لكن حتى الآن بدون نتائج ملموسة، وتبقى الخيارات الراهنة بين الاستمرار بالحرب والهروب من كارثة إقليمية أو العودة إلى طاولة الحوار، لكن الغلبة الملحوظة في المشهد العسكري هي لصالح الخيار العسكري حتى إشعار آخر.

907.webp

متى وكيف ستنتهي الحرب بين إيران وإسرائيل؟

من الصعب التكهن بموعد انتهاء هذه الحرب، لكن يمكن القول إن احتمال تدخل أمريكي مباشر قد يكون نقطة تحول، خصوصًا مع تأكيدات إسرائيل بأنها مستعدة لإطالة أمد المواجهة، وتلميحات البلدان الغربية بتحذيرات إيران من المخاطر.
أما الإيرانيون، فقد أظهروا عنادًا ردعيًا لفرض كلفة على إسرائيل، لكنهم أيضًا لم يغتنموا الفرصة لتصعيد أكبر خوفًا من افتعال حرب شاملة معهم أو مع الولايات المتحدة.
ومن المرجّح أن تستمر المواجهة متقطعة ومتحوّلة بين طائرات وصواريخ، حتى يتدخل عامل خارجي قوي (مثل ضغوط أمريكية أو أوروبية)، وفي حال توسّع القتال باتجاه الحدود اللبنانية السورية أو تدخل فيه حلفاء إيران، فقد يغرق الشرق الأوسط في حرب إقليمية أشد خطرًا، ومع ذلك، فإن الطريق الدبلوماسي لا يزال خيارًا قائمًا وإن بدا بطيئًا غير مؤكد.


صواريخ إيران ضد إسرائيل .. أسماء بدلالات دينية وتاريخية

فوجئ العالم أجمع بالقوة الصاروخية الهائلة التي أظهرتها إيران خلال الأيام الماضية في حربها المفاجئة والمباشرة ضد إسرائيل، في مشهدٍ لم يكن متوقعًا بهذا الحجم والاتساع، فبينما كانت التقديرات الدولية تتوقع ردًّا محدودًا أو استعراضًا رمزيًّا، جاءت الضربة الإيرانية كثيفة وشاملة، استخدمت فيها طهران ترسانة متنوعة من الصواريخ الباليستية والمتطورة، بعضها يُكشف عنه للمرة الأولى، في واحدة من أوسع الهجمات الصاروخية في تاريخ المنطقة الحديث.
حملت العملية العسكرية الإيرانية، الاسم الرمزي "الوعد الصادق"، وجاءت على مراحل متتالية، وبلغ عدد موجاتها المعلنة أكثر من 12 موجة، بحسب بيانات الحرس الثوري الإيراني، وفي كل موجة، كانت تُستخدم أنواع مختلفة من الصواريخ، تحمل أسماءً مثيرة وغريبة على مسامع كثير من المتابعين، مثل "فتّاح"، "سجيل"، "خيبر شكن"، "ذو الفقار"، "قاسم"، و"رعد"، وهي أسماء تحمل رمزية دينية وتاريخية، وتُشير إلى مزيج من الرسائل العسكرية والسياسية والثقافية التي تسعى إيران لتوجيهها عبر سلاحها الصاروخي.
ولم تكتفِ اللافت إيران في هذه الهجمة بالصواريخ التقليدية، بل أدخلت إلى المعركة صواريخ فرط صوتية متطورة مثل "فتّاح 1"، وقادرة على المناورة بسرعة تفوق 13 ماخ، بالإضافة إلى استخدام صواريخ طويلة المدى يصل بعضها إلى 2500 كيلومتر، وقد باغت هذا التفوّق النوعي، أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتقدمة، وأعاد رسم خريطة التوازنات في المنطقة، ودفع العديد من الدول إلى إعادة تقييم موقفها من القدرات الإيرانية، التي لم تكن تُؤخذ بالجدية الكاملة من قبل، وخلال الأيام الماضية من المواجهات مع إسرائيل استعملت إيران أنواعا من الصواريخ في ضرب المصالح الإسرائيلية أبرزها

7df088f893.jpg
صاروخ فتاح

صاروخ فتاح

قال الحرس الثوري الإيراني، إن الموجة الـ11 من عملية "الوعد الصادق 3" استخدمت فيها صواريخ "فتاح" من الجيل الأول، وهي صواريخ فرط صوتية يعتقد أنها أقل قدرة على المناورة من صواريخ فتاح
وقد أطلقت إيران أول صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز Fattah 1، والذي تعرّف عليه أيضًا كأول "صاروخ هبوط من خارج الغلاف الجوي" في السجل الإيراني، ويتميز هذا الصاروخ بمدى يصل إلى 1,400 كم، وسرعة تُقدّر بين Mach 13 وMach 15، مما يمنحه القدرة على مفاجأة أنظمة الدفاع الجوية، وقد أعلنت إيران عن استخدامه في توجيه ضربات دقيقة باتجاه تل أبيب ومناطق حساسة أخرى ضمن سلسلة الهجمات الأخيرة.

899.webp
صاروخ سجيل

صاروخ سجيل

يُعد صاروخ سجيل ، من أبرز الصواريخ متوسطة المدى، ويعمل بالوقود الصلب، ما يتيح سرعة الإطلاق والتنقل، وقال الحرس الثوري الإيراني، إنه استخدم في الموجة 12 من عملية "الوعد الصادق" صواريخ من نوع "سجيل" فائقة الثقل وطويلة المدى.
ويبلغ مدى الصاروخ ما بين 2000 إلى 2500 كم، ما يجعله قادرا على الوصول إلى أهداف عسكرية إسرائيلية أو أميركية في المنطقة وفق ما أشارت صحيفة "بريكينج ديفينس ".

900.webp
صاروخ خيبر شكن

صاروخ خيبر شكن
يُعتبر صاروخ "خيبر شكن" من الجيل الثالث لصواريخ الوقود الصلب، بمدى يصل إلى 1450 كم، ويتميّز بدقة إصابة محسنة عبر نظام توجيه يعمل بالأقمار الصناعية، كما أوضحت وكالة إرنا في فبراير 2024.
ويُعتقد أن صاروخ خيبر شكن مزود برؤوس قابلة للمناورة وزعانف تحكم وملاحة بالأقمار الاصطناعية لزيادة قدرته على المناورة داخل الغلاف الجوي ودقته في إصابة الأهداف.
وذكرت وسائل إعلام غربية أن إيران أطلقت هذا الصاروخ تجاه إسرائيل في عملية "الوعد الصادق 1" في شهر أبريل 2024، و"الوعد الصادق2" في شهر أكتوبر الماضي.

901.webp
الذخائر العنقودية

الذخائر العنقودية

في أول استخدام علني من نوعه، أطلقت إيران صاروخاً مزوّداً بذخائر عنقودية فوق مناطق مأهولة في وسط إسرائيل، بحسب تقرير الجيش الإسرائيلي، ويُزيد تنويع الرؤوس الحربية بهذا الشكل من التأثير المدني والعسكري.
ويرافق الهجوم المناورة التكتيكية لطائرات Shahed والصواريخ التكتيكية ومدى تطوّر الصواريخ مثل Fattah 1 و Qassem Bassir، ما دلّ على استعداد العمليات العسكرية الإيرانية لتنفيذ ضربات بعيدة ومركزة، وتفيد تقارير إسرائيلية بأن بعض الصواريخ أدت إلى إصابات طفيفة وأضرار مادية رغم التدابير الدفاعية القوية مثل القبة الحديدية وعصا داود، وقد حطم هذا الهجوم الرقم القياسي السابق من حيث حجم الاستخدام المتوازن للصواريخ التكتيكية والمتوسطة وبالإضافة إلى الصواريخ الفرط صوتية. 

ffca981e6c.jpg
صاروخ قاسم بصير


صاروخ قاسم بصير
كشفت إيران في مايو 2025، عن صاروخها الباليستي المتوسط المدى Qassem Bassir بمدى يقدّر بـ1,200 كم، مجهّز بنظام توجيه بصري إلكتروني، وتمتاز قدرته على مقاومة التشويش في مراحله الأخيرة، ويُعد تطورًا للصاروخ "Haj Qasem" الأصلي، ويختلف عنه بالتكنولوجيا والتوجيه، وقد ذكرته وسائل إعلام إيرانية ضمن الهجمات الأخيرة، مؤكدة أنه جزءٌ أساسي من الرد العسكري.

903.webp
الطائرات المسيّرة درونز


الطائرات المسيّرة درونز

رافق الهجوم الصاروخي إصدار موجات من الطائرات المسيّرة من طراز Shahed، وتناولت التقارير أن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة دون طيار بالتوازي مع الهجوم الصاروخي، بهدف تشتيت أنظمة الدفاع وضرب أهداف أرضية ذات درجة حساسة.

905.webp

إيران تُصعّد وتحتفظ بالأخطر.. صواريخ إيرانية لم تُستخدم بعد 

برُزت قدرات إيران الصاروخية في ظل التصعيد العسكري مع إسرائيل، باعتبارها حجر الأساس في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية، حيث لا تزال طهران تحتفظ بترسانة من الصواريخ التي لم تستخدمها حتى الآن، وقد تعقد من مهمة منظومات الدفاع الإسرائيلية في اعتراضها.
وتمتلك إيران تشكيلة واسعة من الصواريخ متوسطة المدى، قادرة على الوصول إلى إسرائيل يزيد مداها عن 1000 كيلومتر، تشمل صواريخ تعمل بالوقود السائل، مثل "خرمشهر"، بالإضافة إلى صواريخ باليستية متطورة تعمل بالوقود الصلب.
وبعض هذه الصواريخ مُجهّز بمركبات عودة قابلة للمناورة، مزودة بزعانف تحكم ونظام ملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، لزيادة دقتها وتمكينها من المناورة داخل الغلاف الجوي، وأبرز الصواريخ التي لم تستعمل إيران حتى الآن.

صاروخ خرمشهر

يصل مدى هذا الصاروخ إلى 2000 كيلومتر، ويستطيع حمل رأس حربي يزن أكثر من 1500 كيلوجرام، ويتميز بسرعته العالية، وقدرته على المناورة لتفادي الدفاعات الجوية.
ويعد من أبرز التهديدات الاستراتيجية التي لم تستخدم حتى الآن، ويُعتقد أنه مزوّد بأنظمة مراوغة للرادارات، حسب ما أوردته وكالة تسنيم الإيرانية في مايو 2023.

فتاح 2

من بين الأسلحة الحديثة التي يعتقد أنها لم تستخدم، صاروخ "فتّاح 2"، الذي تقول إيران إنه صاروخ فرط صوتي يمكنه المناورة داخل الغلاف الجوي وتجاوز الدفاعات الصاروخية.
ووفقا لوكالة فارس للأنباء، فإن مدى هذا الصاروخ يبلغ 1400 كم، وتصل سرعته إلى 13ماخ، أي بسرعة فرط صوتية داخل الغلاف الجوي، مما يجعل اعتراض هذا النوع أكثر صعوبة، والماخ هو وحدة قياس السرعة بالنسبة لسرعة الصوت، وكل 1 ماخ يساوي سرعة الصوت، فمثلا لو أن صاروخا سرعته 2 ماخ فسرعته ضعف سرعة الصوت.

صاروخ قاسم

وهو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، مداه أكثر من 1400 كم، ويتميز بدقته في الإصابة، واتخذ اسمه من القائد الإيراني السابق لفيلق القدس قاسم سليماني.
ويعد صاروخ "قاسم" من الصواريخ الإيرانية الباليستية قصيرة المدى التي تُستخدم في العمليات العسكرية ذات الطابع التكتيكي، بمدى يتراوح ما بين 200 إلى 250 كم، وفق ما ذكر موقع ميسيل ثريت " Missile Threat – CSIS".
ويستخدم وقودا صلبا يتيح سرعة إطلاق وتحضير أكبر مقارنة بالصواريخ ذات الوقود السائل، ويمكنه حمل رأس حربي تقليدي أو متفجرات عالية القوة، ولا يعتمد صاروخ قاسم على نظام توجيه متقدم ما يجعل دقته أقل، لكنه يستخدم لتوجيه ضربات تكتيكية على أهداف محددة مثل قواعد عسكرية أو مواقع محددة في الميدان.

908.webp

الصاروخ ذو الفقار

يعد صاروخ ذو الفقار من نوع أرض أرض، ومداه متوسط، ويتمتع بتقنية التوجيه المتطور ضد السفن، ما يجعله قد يدخل في الحرب حال دخول السفن الحربية الأميركية ميدان المعركة ضد إيران، ويتراوح مداه ما بين 700-1000 كم.

صواريخ سومار

طورت إيران صواريخ كروز وأنتجت منها أنواعا مثل صواريخ "سومار"، وصواريخ "ياعلي"، وهي مظومات يتراوح مداها ما بين 700 إلى 2500 كم بحسب النسخة، ولديها قدرة على الطيران على ارتفاعات منخفضة يصعّب رصدها، وهي صواريخ لم تستخدم بعد في معارك مفتوحة لكنها قد تستخدم ضد البنى التحتية.

صاروخ رعد

صاروخ رعد مداه 500 كم، ويعمل بالوقود الصلب، ويتميز بخفة الوزن وسرعة الإطلاق وفق ما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية.

904.webp

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بحضور وزير الشباب والرياضة.. بورتو يحصد جائزة أفضل نادٍ
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل