حسن سلامة: واشنطن تمارس "أقصى ضغط" على طهران.. والتورط المباشر لا يزال مؤجلًا

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك تحريك حاملات الطائرات والقاذفات B-2 القادرة على استهداف المنشآت النووية الإيرانية، تأتي ضمن سياسة واضحة تتبعها الولايات المتحدة لممارسة "أقصى ضغط" على إيران.

الضغط السياسي لاكتساب مكاسب تفاوضية

وأوضح سلامة أن الهدف الأساسي من هذا التصعيد هو تعزيز الموقف الأمريكي في أي مفاوضات قادمة محتملة، بحيث تتمكن واشنطن – وبتنسيق وثيق مع تل أبيب – من تحقيق أكبر مكاسب سياسية واستراتيجية ممكنة.

وأضاف:"الولايات المتحدة، وإن كانت تلوّح بالقوة، فإنها مقيدة بقيود داخلية تحول دون خوض مواجهة مباشرة مفتوحة مع إيران، أبرزها الضغوط السياسية من الداخل الأمريكي والاتجاه المتصاعد لرفض الحروب الخارجية".

"أمريكا أولًا" ومزاج انعزالي

وأشار سلامة إلى أن شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" الذي يرفعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل في جوهره نزعة انعزالية تهدف إلى تقليص التزامات واشنطن الخارجية والتركيز على الشؤون الداخلية.

كما لفت إلى أن هناك مطالبات شعبية متزايدة بوقف الدعم المفتوح لإسرائيل، وصلت لحد وصف بعض التيارات السياسية داخل الولايات المتحدة إسرائيل بأنها عبء على دافع الضرائب الأمريكي.

صقور في الداخل... ومهلة الأسبوعين للضغط السياسي

ورغم هذه التوجهات، يؤكد سلامة وجود "صقور" داخل الإدارة الأمريكية يطالبون بخيار المواجهة المباشرة وقصف البرنامج النووي الإيراني. لكن، بحسب تقديره، فإن مهلة الأسبوعين التي تحدث عنها البيت الأبيض قد تكون إما فرصة لتحركات دبلوماسية، أو خداعًا استراتيجيًا لإرباك الطرف الإيراني.

صراع مشاريع الهيمنة بين إيران وإسرائيل

ووصف سلامة المواجهة الجارية بأنها صراع بين مشروعين للهيمنة والنفوذ في المنطقة، وقال:"إيران وإسرائيل يسعيان لإثبات قدرتهما على الردع والتأثير. إسرائيل تسعى لترويج فكرة أن ذراعها طويلة وتستطيع الوصول إلى أي هدف بدعم أمريكي، بينما تستغل إيران الوضع لاستعادة تماسكها الداخلي وتوحيد صفوفها بعد فترة من الانقسامات".

وأضاف أن الاستنجاد الإسرائيلي المباشر بالولايات المتحدة كشف عن حاجة تل أبيب إلى دعم عسكري مباشر لتوجيه ضربة حاسمة للبرنامج النووي الإيراني، وهو ما قد يجرّ واشنطن إلى مواجهة غير مرغوبة داخليًا.

سيناريو تصعيد مفتوح ومؤجل

واختتم حسن سلامة تصريحه قائلًا:"نحن أمام سيناريو مفتوح من التصعيد غير المحدود زمنيًا، لكن فكرة التورط الأمريكي المباشر لا تزال مؤجلة – ولو مؤقتًا – حتى تتضح معالم المشهد الإقليمي والدولي".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لموسم 2025-2026.. تفاصيل مواعيد مباريات دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل