قال طارق الشامي، الباحث السياسي من واشنطن، إن تحرك قاذفات B-2 الأمريكية نحو غرب المحيط الهادئ لا يعني بالضرورة توجّهًا مباشرًا نحو الشرق الأوسط، لكنه يحمل في طياته رسائل ضغط استراتيجية، سواء لطهران أو لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وعلى رأسهم إسرائيل.
وأوضح الشامي، في مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبع سياسة المهلة المشروطة، بعد أن منح الإيرانيين 15 يومًا لمراجعة موقفهم من التخصيب، في محاولة لدفعهم نحو تقديم تنازلات دون الدخول في مواجهة شاملة.
وقال، إن ترامب يراهن على أن استمرار الضغط سيجبر طهران على التراجع، لكنه في الوقت نفسه لا يريد خوض حرب مباشرة، خاصة في ظل وعوده الانتخابية بعدم التورط في صراعات خارجية جديدة.
وأضاف الشامي، أن دونالد ترامب لا يتحرك بمعزل عن ضغوط داخلية، موضحًا أن هناك انقسامًا داخل الرأي العام الأمريكي، فبينما تضغط قوى يمينية متشددة لمساندة إسرائيل عسكريًا، فإن قطاعًا واسعًا من الناخبين المحافظين يعارض التورط العسكري، لا سيما وأن الحروب الخارجية كانت سببًا رئيسيًا في تآكل شعبية الجمهوريين في دورات سابقة.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال هذه المهلة الأمريكية لتنفيذ ضربات نوعية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية، بحيث تمهّد الطريق أمام تدخل أمريكي إذا لزم الأمر، لاسيما مع صعوبة استهداف منشأة "فوردو" النووية المحصنة دون دعم جوي أمريكي مباشر.
