على جدار مارلين

انتحرت الوردة!

انتشر خبر موتها فى كل وسائل الإعلام العالمية:

وفاة نجمة هوليوود مارلين مونرو.

عندئذٍ قلتُ لنفسى:

كيف لوردة أن تنتحر مثلنا نحن البشر؟

آخر مرة رأيتها، كانت تطلّ من شرفتها،

ربما تودّع القمر البائت على شباكها.

بين أول مرة رأيتها وآخر مرة، مرّ زمانٌ طويل 

رأيتها لأول مرة على غلاف إحدى المجلات،

شعرتُ بها كامرأة مختلفة عن كل الشقراوات اللاتى عرفتهن.

ربما السر يكمن فى الابتسامة التى تعلن للعالم أجمع:

«مرحبًا بكم فى أمريكا».

تخيّلتُ وجهها على شكل قرص من الشمس المشتعل الذى لا ينطفئ أبدًا،

يخرج من خصلاتها الذهبية ضوءٌ وحرارةٌ ودفء.

هكذا وقعنا كلّنا فى هذا الفخ، ولا مهرب من روحها.

فى أحد أفلامها، جلس إلى جوارى رجل فرنسى بصحبة امرأة،

فقال لها بالفرنسية، بلهجة الرجل الفرح: «ابتسمى، أنتِ فى أمريكا».

وقتها، كان العالم على شفا حربٍ عالمية ثالثة،

الحرب الكورية لم تترك لأفكارنا مجالًا للهدوء،

وما منعنى من كثرة التفكير:

أفلام مارلين، والكتابة عن أمريكا ما بعد هيروشيما.

غنّت بصوتها العذب لجنودنا القابعين على الحدود بين الكوريتين،

لتقدّم وجهًا آخر كأحد أسلحتنا الثقافية،

سلاحٌ يُخفى فتيل قنبلة قابلة للسحب فى أى لحظة،

تُخرج لسانها للصين وروسيا!

كنّا نحارب روسيا بالصوت، ونغازل الصين بالخدّ الأيمن، على خصرها تدلّى التاريخ، وفى شفتيها حُبٌّ مؤجَّل، وموتٌ بلا تقرير رسمى.

على خصرها اشتعلت حروب، هُزِمت جيوش، قُتل العديد من الرجال الأقوياء،

داروا فى فلك عينيها المعلّقتين؛ لكنهم لم يصلوا إلى شىء.

تركوا الحروب المُعلنة وغير المُعلنة، خاضوا فى علاقاتٍ سرّية معها.

لقد دعوتُها بعد الزواج بلقب:

تمثال الحرية البشرى.

كم مرة توقفت الرغبات عند فستانها الأبيض الطائر؟

أما كينيدى، هذا الرئيس الوسيم الأنيق،

الذى أعلن بداية حقبةٍ جديدة للعالم

فى عصر الصور المرئية والتليفزيونية،

فقد استسلم لمارلين مرّاتٍ ومرّات.

هكذا أعلنوا موتها.. أو مقتلها.

هل شارك كينيدى؟ أم لا؟

لا أحد يعرف.

لكنها انضمّت إلى قائمة الشعاع المائت، والأقمار الخاوية من أى ضوء.

فى غضون أشهر، توارت سيرتها فى ظل أزمة الصواريخ الكوبية،

الناس تراقب مصير كوكب الأرض.

صارت الأسئلة على الألسنة تتداول:

هل ستفعلها إحدى الدولتين؟ تطلق قاذفاتها؟

أم ستهدأ الأزمة لتستمرّ الحرب، تلك المُسمّاة «باردة»؟

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بدء التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل