تُعد قاذفات الشبح B2 "سبيريت" (B-2 Spirit) من أبرز وأخطر الأسلحة التي تمتلكها القوات الجوية الأمريكية، فهي الطائرة التي تجمع بين القدرة التدميرية الهائلة والتخفي شبه الكامل عن أنظمة الرادار، مما يجعلها أداة مثالية للعمليات الحاسمة خلف خطوط العدو.
مواصفات قاذفات الشبح B2
دخلت B-2 الخدمة الفعلية في عام 1997، وهي مصممة على شكل جناح طائر بالكامل، وتستخدم تقنيات التخفي المتقدمة (Stealth) التي تقلل من بصمتها الرادارية والحرارية والصوتية، ما يجعل من الصعب جدًا اكتشافها أو اعتراضها. يبلغ طول الطائرة نحو 21 مترًا، ويصل باع جناحيها إلى أكثر من 52 مترًا، وتستطيع الطيران بسرعة تصل إلى نحو 1،010 كيلومتر في الساعة، بمدى يصل إلى أكثر من 11،000 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود، ويمكن أن يتضاعف المدى باستخدام التزود الجوي.
تسليح مرعب
تستطيع قاذفة B-2 حمل أكثر من 18 طنًا من الذخائر، بما في ذلك القنابل النووية الحرارية، والقنابل التقليدية الموجهة بدقة مثل GBU-31 وGBU-57 الخارقة للتحصينات، وهي القنبلة الوحيدة القادرة نظريًا على تدمير منشآت محصّنة مثل فوردو في إيران أو مواقع الصواريخ تحت الأرض في كوريا الشمالية.
استخدامات قاذفات الشبح B2
تُستخدم B-2 في المهام الأكثر حساسية، وغالبًا ما تُكلف بمهام الضربات الأولى في بداية الحروب، كونها قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة دون أن تُكتشف. وقد ظهرت في عمليات قصف في كوسوفو، العراق، أفغانستان، وليبيا. وتعتبرها واشنطن عنصرًا أساسيًا في "ثالوث الردع النووي" إلى جانب الصواريخ الباليستية والغواصات النووية.
رسالة سياسية وعسكرية من استخدام قاذفات الشبح B2
غالبًا ما يُنظر إلى تحليق B-2 فوق مناطق توتر أو مشاركتها في مناورات مشتركة على أنه رسالة استراتيجية بحد ذاتها، موجهة للخصوم بأن الولايات المتحدة قادرة على توجيه ضربات حاسمة في أي لحظة ومن أي مكان في العالم.
B-2 ليست مجرد طائرة حربية، بل منصة استراتيجية متكاملة تجمع بين السرية والقدرة على تدمير أهداف فائقة التحصين.
وفي ظل تصاعد التوترات مع دول مثل إيران وكوريا الشمالية، تظل هذه القاذفة الورقة الرابحة في يد واشنطن لضبط التوازن أو فرض الردع عند الحاجة.
