أكد تقرير بريطاني، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات يعتبر الحرب ضد إيران مسألة بقاء شخصي فقد أمر بشن الحرب لتجنب حل الكنيست وإسقاط حكومته.
وكشفت صحيفة "فايناننشيال تايمز" البريطانية في تقرير اليوم أن هذه هى المرة الأولى التي كانت تترنح فيها حكومة بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الوزراء الإسرائيلية قبل ما يقرب من 18 عامًا بشكل حقيقي فقد دعت المعارضة الإسرائيلية إلى التصويت الأسبوع الماضي على حل البرلمان/الكنيست، وهدد الحزبان المتشددان في ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف بدعمه، بسبب غضبهما من فشل نتنياهو المتكرر في تمرير قانون يعفي الطلاب المتدينين من الخدمة العسكرية.
نتنياهو يلجأ لحرب إيران لحماية إرثه الشخصي
وقالت الصحيفة إنه بينما كان مسئولو الائتلاف يتجادلون حتى ليلة الأربعاء في محاولة للتوصل إلى حل وسط، أدرك رجلان في قلب المحادثات أن هناك أمرًا أكبر بكثير من بقاء الائتلاف على المحك، فقد أُبلغ أرييه درعي، رئيس حزب شاس، أكبر الحزبين المتشددين، ويولي إدلشتاين، النائب في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو والمشرف على قضية التجنيد الإجباري، بأنه بعد عقد من التهديدات، كانت إسرائيل على وشك شن هجوم واسع النطاق على إيران وبرنامجها النووي وهكذا، وبينما كان المشرّعون يتبادلون الانتقادات اللاذعة دون وعي، توصل الرجلان إلى اتفاق منح معظم النواب المتشددين غطاءً كافيًا للتصويت ضد مشروع قانون حل الكنيست ومنع تزامن الحرب مع أزمة حكومية، ليتم بعدها بساعات ضرب إيران.
وقال أحد المطلعين على الوضع إنه كان وضعًا عبثيًا، حيث قرر أشخاص لم تكن لديهم أدنى فكرة عما سيحدث البدء بعملية حل الكنيست.
وأشار التقرير إلى أنه بعد يوم واحد فقط، نفذت الطائرات الإسرائيلية أولى طلعاتها في هجوم مدمر ضد إيران فهي بمثابة الصراع المستمر منذ عقود بين أهم جيشين في الشرق الأوسط وتحول إلى حرب شاملة.
وأثار هذا التصعيد الدراماتيكي، الذي بدأ قبل وقت قصير من الموعد المقرر لإجراء الولايات المتحدة وإيران محادثات بشأن برنامج طهران النووي، مخاوف من صراع أوسع نطاقًا في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبًا، وأثار توترات في الأسواق وقد يجرّ إدارة دونالد ترامب الأمريكية إلى المعركة.
وتابع التقرير "بالنسبة لنتنياهو، الذي بدت مسيرته المهنية على وشك الانتهاء بعد أن أشرف على الإخفاقات الاستراتيجية والأمنية الكارثية التي سبقت هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، فإن هذا يُمثل تحقيقًا لهدف قضى معظم وقته في السياسة محاولًا تحقيقه".
وقال ناداف شتراوكلر، المستشار السياسي الذي سبق أن قدّم استشارات لنتنياهو: "بالنسبة له، الأمر شخصي. كان هذا موضوعه الأول لسنوات طويلة، ولم نصل إلى خط النهاية بعد، وهذا لا يعني أنه سيُعاد انتخابه، لكنه أعاد بالفعل صياغة إرثه".
نتنياهو يصر على تدمير البرنامج النووي الإيراني
وبدأ نتنياهو التحذير من البرنامج النووي الإيراني عندما كان نائبًا شابًا في تسعينيات القرن الماضي، متوقعًا أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا بحلول نهاية ذلك العقد. كرئيس للوزراء، كثّف نتنياهو تحذيراته، فظهر في الأمم المتحدة عام ٢٠١٢ برسم كاريكاتوري لقنبلة، وأثار غضب باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق بحملته ضد جهوده للحد من الأنشطة النووية الإيرانية بالوسائل الدبلوماسية في خطاب أمام الكونجرس عام ٢٠١٥.
وقال نائب في ائتلاف نتنياهو: "بالنسبة له، كان منع إيران من الحصول على قنبلة هو المبرر الحقيقي لجميع أنشطته الدولية. فهو يقول دائمًا بصفتي ابن أستاذ تاريخ، أرى الأمور من منظور تاريخي. وهذا تهديد وجودي حقيقي".
وفي أعقاب هجوم حماس، بدا وكأن فرصة نتنياهو لتنفيذ تحذيراته قد ولت منذ زمن، فالإخفاقات التي سبقت الهجوم، وهى أسوأ خسارة في الأرواح اليهودية منذ الهولوكوست، شوّهت صورته التي رسمها بعناية باعتباره رجل أمن إسرائيل. وقد أثار رفضه الاعتراف بأي مسئ٠ولية غضب العديد من مواطنيه حتى أعضاء حزبه الليكود يُقرون بأنه لو وُجدت آلية لاستبداله في الأيام التي تلت 7 أكتوبر، لكان من الممكن إقالته.