أصدر مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقد في دورة غير عادية بمدينة إسطنبول بتاريخ 20 يونيو 2025، بيانًا هامًا بشأن تداعيات العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وانعكاساته الخطيرة على أمن المنطقة.
وجاء الاجتماع على هامش الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، وبناءً على طلب مقدم من جمهورية العراق، وبدعم من الدول الأعضاء، وبمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء ورؤساء الوفود والأمين العام للجامعة.
وبعد الاستماع إلى مداخلة رئيس وفد جمهورية العراق، ومداخلات الدول الأعضاء، والأمين العام، أقر المجلس عددًا من الخطوات والمواقف:
1- إدانة العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتباره انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديدًا للسلم والأمن الإقليمي.
وأكد المجلس على ضرورة وقف هذا العدوان فورًا، مع تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوتر، وصولًا إلى وقف شامل لإطلاق النار وتحقيق التهدئة.
2- الدعوة إلى العودة إلى المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، مع دعم جميع الجهود التي تهدف لتحقيق تهدئة شاملة ومستدامة في المنطقة.
3- مطالبة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بالاضطلاع بمسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي، باعتباره خرقًا واضحًا للقانون الدولي وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة.
4-التأكيد على أن الحل الدبلوماسي والحوار، وفق قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، هما السبيل الوحيد لتسوية الأزمات، مع رفض الحلول العسكرية في معالجة الأزمة الراهنة.
5-ربط التهدئة الشاملة في المنطقة بضرورة معالجة جذور التوتر، وفي مقدمتها وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح الفوري والكافي والمستدام بإدخال المساعدات الإنسانية من خلال منظمات الأمم المتحدة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تقوّض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل.
6-التحذير من دفع إسرائيل للمنطقة نحو مزيد من الصراع والتوتر، والدعوة إلى تحرك دولي فاعل ومؤثر لوقف السياسات العدوانية الإسرائيلية، والعمل من أجل سلام عادل وشامل يضمن أمن جميع شعوب المنطقة، عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية لعام 2002. كما رحب المجلس بانعقاد "المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين" في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، وحث الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على المشاركة الفاعلة فيه فور الإعلان عن موعده الجديد. كذلك رحب المجلس باستضافة جمهورية مصر العربية لمؤتمر دولي رفيع لدعم التعافي وإعادة إعمار غزة، وتنفيذ الخطة العربية الإسلامية ذات الصلة، في أقرب فرصة عقب وقف إطلاق النار.
7-التأكيد على احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية، التزامًا بالقانون الدولي، وتحذيرًا من تداعيات أي خروقات على الاقتصاد العالمي وسلاسل نقل الطاقة.
8-التشديد على احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة حظر استخدام القوة أو التهديد بها، والدعوة لحل النزاعات بالطرق السلمية، واحترام سيادة ووحدة أراضي الدول، ومبادئ حسن الجوار، مع رفض أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار.
9-إدانة أي خرق لأجواء دول المنطقة من أي جهة كانت، والمطالبة باحترام سيادتها الكاملة.
10-التحذير من استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتبار ذلك انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مع التحذير من مخاطر الانبعاثات أو التسرب النووي وآثاره الكارثية على المستوى الإنساني والبيئي في الإقليم.
11-الدعوة إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وعلى رأسها الأسلحة النووية، وفقًا للقرارات الدولية ومقررات القمم العربية، بما في ذلك قمة بغداد (الدورة 34) المنعقدة في مايو 2025. كما شدد المجلس على أهمية انضمام كافة دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأكد مجلس الجامعة في ختام بيانه أن الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي يتطلب التزامًا مشتركًا بالقانون الدولي، وتفعيل أدوات الدبلوماسية والحوار، ووقف كافة أشكال التصعيد والاعتداءات التي تهدد مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط.
