الجمعة 20/يونيو/2025 - 09:43 م 6/20/2025 9:43:46 PM
إيران لم تحقق انتطارات عسكرية علي مدار عقود ماضية كما أنها لم تفشل في التفاوض وتحقيق أهدافها، وان رفضت مؤخرا العودة إلي المفاوضات المشروطة كما أبلغها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن تقبل التفاوض دون شروط، وإما الحرب ... تصريحات الرئيس الأمريكي المتتالية -المتضاربه أغلب الأحيان- تؤكد علي استهداف البرنامج النووي الإيراني بالكامل بغض النظر عن وقف اطلاق النار بين اسرائيل وإيران وان استمرت حرب الإستنزاف لفترة فهذا لايعني الجانب الأمريكي بالمقام الأول ومن ثم يكون التدخل محدد الأهداف وهو القضاء علي البرنامج النووي الإيراني.
أصوات تتعالي داخل الكونجرس الأمريكي منها الرفض التام لإنزلاق الولايات المتحدة الأمريكية في أي حرب خارج الحدود كما يري السيناتور الديمقراطي "تيم كين" من ولاية فريجينيا، أنه في الأصل صراع إسرائيلي إيراني. كما يتوافق هذا الراي مع النائب الجمهوري "توماس ماسي"، أذا هناك اصوات معارضة للحرب لاسيما أن "ترامب" تعهد قبل وصوله للبيت الأبيض بعدم الانزلاق في أي حرب خارج الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن "ترامب" يناقض نفسه من باب اقناع المؤسسات في الداخل الأمريكي بضرورة إنهاء البرنامج النووي الإيراني وهذا أيضا ما أعلنه ضمن لقائه مجموعة السبع في كندا مؤخرا... لقد منح نفسه مدة إسبوعين ليعلن عن بداية ضربته القاضية للمنشآت النووية الإيرنية. في الوقت ذاته ينشط وزير الخارجية الإيرانية "عباس عراقجي" في مباحثات جنيف، يتزامن معها الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بشأن التصعيد بين اسرائيل وإيران.
ما الذي يدور في عقل "ترامب" والمؤسسات الأمريكية وماهي الخطة الموضوعه لإنهاء البرنامج النووي الإيراني؟ بالتزامن مع كيفية إنهاء الحرب، وهل ستمنح الولايات المتحدة الفرصة لرئيس الحكومة الإسرائيلية حق الإنتصار علي إيران أوتحقيق انتصار زائف يمنح "نتنياهو" البقاء علي رأس الحكومة في تل أبيب؟ هل التصعيد يجر الولايات المتحدة إلي حرب في المنطقة وما هي تداعيات هذه الحرب علي الداخل الأمريكي في حالة فشلها في تقويض البرنامج النووي الإيراني؟.. الإجابة علي هذه التساؤلات تجعلنا نتابع ما يصدر من تصريحات المسئولين الأمريكان وما ينشر في وسائل الإعلام الأمريكية التي تتابع عن كثب قرارت البيت الأبيض والكونجرس والأجهزة الاستخبراتية، اضف إلي ذلك آراءالخبراء العسكريين وعلماء الطاقة النووية من أجل تفكيك البرنامج النووي الإيراني.
تواجه الولايات المتحدة الأمريكية تحديات قبل البدء في عملية استهداف النووي الإيراني، أول هذه التداعيات المجتمع الدولي هل يقبل أن تنفرد أمريكا بهذا القرار وما يتبعه آثار كارثية قد تنجم عن هذا الفعل خاصة أن "ترامب" حدد مفاعلات نووية بعينها في حالة استهدافها ينتج عنها مواد شديدة الإشعاع وخطرها السام في حالة انتشارها في الجو والبحر.
يبدو أن المدة التي حددها "ترامب" إسبوعين من أجل استهداف بعض المواقع النوويه في طهران الهدف منها هو نقل الرؤوس النووية المحدودة الإنتشار إلي إقليم الشرق الأوسط لاسيما أن الولايات المتحدة هي من تمتلك قنابل GBU-57، التي تنفذها قاذفات B-2 وهذه الرؤس النووية المحددة تحملها طائرة عملاقة تمتلكها الولايا المتحدة وحدها في العالم.. منشأة "فوردو" أهم نقاط التخصيب والقلب النابض للبرنامج النووي الإيراني، تضم "فوردو" نحو 300 جهاز طرد مركزي تقع علي مساحة 90 متر في عمق الأرض محاط المفاعل بالجبال الوعره لإيران.. تدمير "فوردو" ليس بالأمر السهل فهو يحتاج إلي ضربات علي مراحل وأكثر من قنبلة نظرا لانهيارات قد تحدث لمنطقة الجبل المحيطة بـ"فوردو" أو قد تفشل القنبله في تدمير المنشأة بالكامل... أيضا، من بين الخطط الموضوعه التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني خروج أجهزة الطرد المركزي عن السيطرة واستهداف محطات الكهرباء المتصلة بـ"فوردو"، هذا فضلا عن أن اسرائيل أثناء حربها علي إيران بدءا ذي بدء استهدفت خبراء وعلماء نوويين إيرانيين في الأيام الماضية.
المحطة الثانية التي تستهدفها الحرب الأمريكية الإسرائيلية علي إيران هي محطة "بوشهر النووية"، تحذيرات مشددة من خبراء في علوم الطاقة النووية وعلي رأسهم " أليكسي ليخاتشوف" الخبير الروسي، صرح بأن توجيه أي ضربة محتملة لمحطة "بوشهر" سيؤدي ‘لي كارثة لن تقتصر علي إيران بل ستمتد إلي عدد كبير من الدول المحيطة بإيران، نظرا لأن هذه المحطة تنتج 900 ميجاوات وتفجيرها يعني انتشار مواد شديدة الإشعاع والخطورة تذكرنا بحادث "تشيرنوبل" تمانينات القرن الماضي وما تسبب من انتشار نووي أصاب مدن بأكملها.
الأطراف الدولية المؤثرة والفاعله والوساطة الروسية تحذر الجانب الأمريكي من الإقدام علي هذه الخطوة في حين تهدد إسرائيل بأنها ستفعلها ما لم يقوم الجانب الأمريكي بضرب المفاعلات النووية الإيرانية... الأصوات العاقلة تدعو إلي الجلوس إلي طاولة المفاوضات، وان كانت بعض التسريبات تؤكد أنه بالفعل هناك تفاوضات سرية تتم بين الجانب الأمريكي والجانب الإيراني الذي يجيد سياسة التفاوض بما يمتلكه من حنكه سياسية تغلب العقل علي التهور والانفعال السياسي غير المحسوم قد تجنب المنطقة بأثرها مخاطر الحرب المحدودة بين البلدين قد يتحول إلي حرب عالمية.
علي إسرائيل أن تهدأ قليلا وتقبل بوقف إطلاق النار واشتعال المنطقة والإقليم، وعلي نتنياهو أن يتراجع عن أحلامه التوسعية والقبول بالأمر الواقع ويعترف أنه لن يحقق انتصارات زائفة، وان كان يظن "نتنياهو" أنه دائما يبدأ الحرب ويطلب من الولايات المتحدة الأمريكية أن تنهيها، قد يخذله حليفه هذه المرة نظرا لتغليب المصالح الأمريكية في المنطقة عن مصالح اسرائيل التي كبدت أمريكا مليارت من الدولارات دون أن تحقق أي أهداف وانتصارات حقيقية.
الأيام القادمة ستخبرنا هل سيتراجع "ترامب" عن ضرب المفاعلات الإيرانية؟ أم ينجح في تحويل برنامجها النووي إلي برنامج نووي إيراني سلمي؟