في تطور خطير ضمن التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، شهدت العاصمة طهران صباح اليوم الجمعة عملية اغتيال جديدة استهدفت أحد العلماء البارزين في البرنامج النووي الإيراني، ما يُنذر بتفاقم الوضع الإقليمي وعرقلة جهود التهدئة.
استهداف في قلب العاصمة
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت شقة سكنية في حي غيشا وسط طهران، ما أسفر عن مقتل شخص شوهد يسقط من أعلى المبنى بعد الانفجار.
وأفادت صحيفة شرق الإيرانية عبر حسابها على تليجرام أن المستهدف هو عالم يعمل ضمن البرنامج النووي الإيراني، في تأكيد واضح لطبيعة الهجوم وأهدافه.
إسرائيل تؤكد ووسائل إعلام تكشف
بالتوازي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية راديو كان ومواقع إسرائيلية أخرى، مقتل عالم نووي إيراني نتيجة قصف دقيق لمبنى وسط طهران، في عملية يُعتقد أنها نفذت بواسطة طائرة مسيرة عالية الدقة.
عراقجي: لا مفاوضات في ظل القصف
وعلى خلفية الهجوم، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موقف بلاده الرافض لأي تفاوض قبل وقف الهجمات الإسرائيلية.
وقال في تصريحات للتلفزيون الإيراني: "إيران ليست مستعدة لإجراء محادثات مع أي جهة في ظل استمرار العدوان".
اتهامات لواشنطن
عراقجي اتهم الولايات المتحدة بشكل مباشر قائلاً: نعتبر الأميركيين شركاء ومتواطئين مع الكيان الصهيوني، في تصعيد كلامي جديد يزيد من تعقيد أي محاولات دبلوماسية مستقبلية.
وأضاف أن بلاده تتوقع أن تبدأ بعض الدول بإعادة النظر في موقفها من هذا العدوان الإسرائيلي نتيجة لصمود إيران.
اتصالات سرّية مع واشنطن
رغم التصعيد العلني، كشفت مصادر دبلوماسية عن اتصالات سرية جرت بين عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، شملت مناقشات حول اقتراح أميركي قديم لإنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج إيران.
وبينما كانت إيران قد رفضت هذا المقترح سابقاً، أفادت المصادر بأن عراقجي أبدى بعض المرونة مؤخراً.
ترامب يمهل إيران أسبوعين
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمهل طهران أسبوعين للرد على المبادرة الأميركية بشأن تصفير تخصيب اليورانيوم والعودة للمفاوضات النووية غير المباشرة التي بدأت في أبريل الماضي.
إسرائيل: مستمرون حتى تفكيك البرنامج النووي
في المقابل، تؤكد إسرائيل أنها ماضية في عملياتها العسكرية حتى تفكيك كامل للقدرات النووية الإيرانية، التي تراها تهديداً وجودياً.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، واصلت ضرباتها الجوية والصاروخية ضد مواقع ومنشآت إيرانية، أسفرت عن اغتيال عشرات العلماء العسكريين والنوويين.
مسار الانفجار لا التفاوض
الهجوم الأخير في إيران، وما تبعه من تصريحات حادة من الطرفين، يكشف أن المنطقة تتجه نحو تصعيد أكبر، وسط استمرار النزيف الأمني والدبلوماسي، في وقت لا تزال فيه الوساطات عاجزة عن تحقيق أي خرق فعلي في جدار الأزمة.
