في تحرك دبلوماسي جديد يهدف إلى احتواء التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل، أعلنت فرنسا، عن طرح عرض تفاوضي شامل ستقدمه دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال الاجتماع المرتقب الجمعة في جنيف.
ويأتي هذا التحرك في ظل اشتداد الضربات العسكرية الإسرائيلية، وتحذيرات دولية من تحول النزاع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة.
ثلاثة بنود محورية
وأوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات أدلى بها من معرض باريس الجوي الدولي، أن المبادرة الأوروبية تقوم على ثلاثة محاور رئيسية:
1. البرنامج النووي الإيراني
2. أنشطة الصواريخ البالستية
3. تمويل الجماعات والفصائل المسلحة في المنطقة
وقال ماكرون: "المفاوضات مع إيران يجب أن تشمل أيضًا تمويلها لجماعات إرهابية تزعزع استقرار الشرق الأوسط".
عودة للمفاوضات الشاملة
شدّد الرئيس الفرنسي على ضرورة إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية بشأن الملف النووي، معتبرًا أن استمرار التصعيد العسكري لن يؤدي إلى حلول مستدامة.
وأشار إلى أن الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا، بل دبلوماسيًا، داعيًا إيران إلى إظهار مرونة في التعاطي مع المقترحات الأوروبية الجديدة.
تحذير لإسرائيل: أوقفوا الضربات على المدنيين
وفي لهجة لافتة، طالب ماكرون إسرائيل بوقف ضرباتها على البنية التحتية المدنية في إيران، معتبرًا أن استهداف المرافق غير العسكرية يزيد الوضع سوءًا ويعمّق الكارثة الإنسانية.
وقال: "أفهم مخاوف إسرائيل الأمنية، لكن لا يمكن تبرير قصف المنشآت المدنية"، في إشارة ضمنية إلى الضربات التي طالت مؤخرًا منشأة أراك النووية ومقرات مدنية في طهران.
تهديد نووي حقيقي
وحذّر ماكرون من خطورة امتلاك إيران لسلاح نووي، قائلًا: "السلاح النووي الإيراني يشكل تهديدًا حقيقيًا ليس فقط للمنطقة بل للأمن العالمي".
وأضاف: "علينا التحرك بسرعة لوقف هذا التهديد قبل فوات الأوان"، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لم يعد يحتمل مزيدًا من التأجيل أو التجاهل.
آمال محدودة وضغوط متزايدة
يأتي العرض الأوروبي في وقت تتعرض فيه إيران لضغوط متزايدة من عدة أطراف، أبرزها الولايات المتحدة التي أمهلت إيران أسبوعين للرد على عرضها الخاص بشأن وقف تخصيب اليورانيوم.
في المقابل، كرر عراقجي أن طهران غير مستعدة للتفاوض تحت القصف، متهمًا واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل في استهداف المواقع النووية.
اختبار جديد للدبلوماسية الأوروبية
لقاء جنيف سيكون بمثابة اختبار حاسم لمصداقية الترويكا الأوروبية، التي تحاول إثبات أنها قادرة على لعب دور الوسيط الفاعل رغم التدهور الأمني المتسارع.
وبينما تُراقب العواصم الغربية نتائج الاجتماع، تبقى آمال التهدئة مرهونة بمدى تجاوب إيران وإسرائيل مع هذه المبادرات السياسية الجديدة.